بقلم عبير مدين
دخل يوسف البيت والسعادة ترقص في عينه لمحته نبيلة وهي تقف في المطبخ تساعد أمها فتركت ما في يدها وأسرعت خلفه وهي تسير على أطراف أصابعها رغبة أن تفاجئه وما إن وضعت يدها على كتفه حتى انفجر ضاحكا و احتضنها وهو يقول أنا اليوم اسعد إنسان في الدنيا فضحكت وقالت وأنا أيضا فنظر مستفسرا فقالت أخي الحبيب سعيد إذا أنا أيضا لابد أن أكون سعيدة .. لكن ما السر يا ترى ؟ فأجابها بفخر اليوم حققت أول خطوة في انتقامي
انتقامك ؟! ممن يا يوسف ؟! كانت علامات الذهول ترتسم على وجه نبيلة وهي تكمل كلامها لم اسمع هذه الكلمة أبدا من احد هنا ؟!
أجاب يوسف وهو يضع يده على كتف شقيقته لأنك طيبة يا نبيلة فقالت على الفور ومنذ متى أصبحت شرير يا يوسف فقال وهو يجز على أسنانه من الغيظ وعلامات الكراهية و الاشمئزاز تعلو وجهه منذ اليوم الذي وجدتها تجلس أمامي تذكرني بالماضي حجرتنا في البدروم .. أمي وهي تمسح السلم.. أبي… أبي وهذا الوغد ماجد يطرده من العمارة قاطعته وقالت بحيرة من يا يوسف ؟! فقال بحنق هذه الريتا
قالت بتعجب ريتا ؟! ماذا فعلت المسكينة ؟ وماذا فعلت لها أكثر من طردك لها من المحاضرة ؟! فقال بفخر حتى ألان لم اشفي غليلي فقط جعلت صاحب العمل يطردها بعد أن علمت أن والدها كان رد سجون نظرت نبيلة لأخيها بذهول وقالت ماذا ؟! فقال لها ما سمعته مني ماجد باشا الرجل الذي طردنا تم ضبطه متلبس بعد هذا اليوم الحزين في قضية رشوة ومات أثناء المحاكمة قالت له ونحن بعد هذا اليوم عوضنا الله خيرا والدنا التحق بعمل في مصنع كبير واليوم هو رئيس وردية وعوضنا الله عن حجرة البدروم بشقة جميلة وأنت على وشك الحصول على الماجستير وأنا في الجامعة ماذا ينقصنا لننتقم ؟! فقال لن يهدأ لي بال حتى أراها تمسح لنا ارض البيت و السلالم . نظرت له نبيلة بذهول فأكمل كلامه وقال ثم .. ثم اطردها أمام سكان العمارة .. لا بل أمام الشارع كله
لم تستطع نبيلة سماع المزيد فخرجت من حجرته مسرعة ودخلت حجرتها أغلقت الباب وقالت وهي تبكي مستحيل يكون هذا شقيقي يوسف لابد انه الشيطان ثم قررت البحث عن ريتا لتكون جوارها في مواجهة انتقام يوسف الجنوني
في اليوم التالي لم تجد نبيلة صعوبة في الحصول على عنوان ريتا من زملاء الجامعة وقررت زيارتها في المساء على أمل أن تكون عادت من عملها وهي تدعوا الله ألا تكون طردت بالفعل منه بسبب اخيها
كانت ريتا في هذا الوقت منهمكة في العمل فيما كان احمد يرقب حركاتها وهو يفكر في كلام زائر الأمس ويفكر بطريقة يفصلها عن العمل فقد اعتاد طوال حياته العمل بهدوء ولا يريد أن يجلب المشاكل لنفسه