بقلم عبير مدين
على مدار أيام أتابع تناول مشتركي فيسبوك لقصة بائع الفريسكا هذا الفتى المكافح والحقيقة تباينت الآراء بين إعجاب و إتهام بتسليط الضوء على القصة بغرض التشويش على بعض القرارات الحكومية الأخيرة وحث الشباب على العمل كبائعين فريسكا .
والحقيقة و انا أطالع هذه الآراء عادت بي الذاكرة إلى السبعينات من القرن الماضي حيث كانت طفولتي في هذه المنطقة المنعزلة على أقصى أطراف المدينة . منطقه لم تمتد إليها المرافق العامة الماء نحصل عليه من طلمبة مياه جوفية و مصدر الإضاءة لمبة الجاز و مصدر التسلية الوحيد راديو ترانزيستر يعمل بالبطارية.
ورغم هذا فقد كنا في رفاهية بالنسبة إلى هذه العائلة الكبيرة التي تبعد عنا بعشرات الامتار . عائله مكونه من الأب و الأم و تسعة أطفال زاد عليهم هذا الطفل اليتيم بعد أن ماتت أمه شقيقه رب العائلة و تزوج والده بأخرى فكفله خاله .
كانت عائلة فقيرة تمتهن الزراعة . يخرجون في الصباح الباكر و يعودون قبيل أذان المغرب . كنت طفله صغيره تعاني الملل انتظر عودتهم بشغف حتى العب مع أبنائهم دقائق قبل أن يحل الظلام ، في أثناء ما كنا نلعب كان هذا الصغير اليتيم ذو الست سنوات يعتزلنا و يسرع لإحضار حقيبته القماش ويصعد أعلى تل ترابي مبتعدا عن ضجيج صوتنا و يذاكر .
سنوات تمر تحدى ظروف الفقر و آلام اليتم واستطاع دون عن كل أبناء خاله ان يحصل على مؤهل متوسط أهله أن يلتحق بإحدى الوظائف ولم يتوقف طموحه عند هذا الحد . بل ذاكر واستطاع الحصول على بكالوريوس تجارة أهله للعمل بأحد البنوك .
هو اليوم يتلذذ بطعم نجاحه طعم احلى من الفريسكا
من يرغب في النجاح يتحدى اي ظروف . ومن يبحث عن شماعة يعلق عليها فشله سوف يجد الف سبب و سوف يرى كل شعاع نور طوفان ظلام .