زينب اكنيز
غياب الحب والعاطفة
فغياب الحب والعاطفة في الحياة الزوجية أخطر ما يصيب الحياة الزوجيَّة ، ويُحْدِث في صَرْحها تصدُّعات وشروخ ، وعلى الزوجين إعطاء هذه المشكلة بعض الإهتمام للتغلب عليها، حتى تكون علاقتهما علاقة تواصل دائم ، وحب متجدد, فالتواصل العاطفي هو مفتاح السعادة بين الزوجين ، فالعلاقة بين الزوجين تبدأ قوية دافئة مليئة بالمشاعر الطيبة، والأحاسيس الجميلة ، وقد تفتر هذه العلاقة مع مضي الوقت ، وتصبح رمادًا لا دفء فيه ولا ضياء, وبدون الحب تصبح الحياة عاصفة من الأهوال فتذداد الهموم وتكثر المشاكل ويعبث الشيطان بحياة الزوجين فتصبح الصغيرة كبيرة ويقل الاحترام والتقدير وينظر كل منهما إلى عيوب الاخر بعين الشيطان فيراها كالجبال .
من المشاكل العاطفية الحب من طرف واحد سواء من الزوج أو من الزوجة وإهمال الطرف الأخر وعدم إحترام مشاعر وأحاسيس الأخر ولا يشاركه همومه وإهتماماته وكذلك الفتور العاطفى.
ومن المشاكل العاطفية حب الإمتلاك والرغبة في التملك بطريقة غير سوية, وهى تدفع الطرف المتملك إلى خنق الطرف الآخر حيث يحوطه من كل جانب ويشل حركته, ويمنعه من التواصل مع غيره مهما كانت الأسباب.
أسباب غياب العاطفة في الحياة الزوجية.
1 الإنشغال : إن معظم حياتنا الزوجية مستهلكة في قضاء مشاغل الحياة فكلا الزوجين ينشغل بموضوعات عملية ليس فيها من الرومانسية شئ وتظل تلك الموضوعات تفرض نفسها بإستمرار ، ونتيجة لهذا الإنشغال تبدأ العاطفة في الضمور والتلاشي حتى تصبح الحياة مجرد كد وشقاء ومتاعب لا تنتهي.
2 حدة الطبع : إن حدة الطباع والغضب الشديد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نفور الأشخاص وإبتعادهم عن الشخص الذي يملك هذه الصفات ولذا فان حدة الطبع من الأسباب التي يمكن أن تقضي أو تؤثر سلبا على العاطفة الموجودة بين الأزواج وبالتأكيد فان لها علاقة بالإنشغال فكلما زاد الإنشغال كلما زاد التوتر والضغط وبالتالي أصبحت طباع الإنسان أكثر حدة.
3 عدم أداء الواجبات العاطفية : والمسؤول الأول عن ذلك هم أفراد الأسرة الذين لا يمنحون العاطفة الكافية لبعضهم ، مما يجعلهم بعيدين عن بعضهم البعض.
4 بعض المعتقدات الخاطئة بان الحب ينتهي بعد الزواج : فمعظم الأشخاص يرون أن العاطفة بعد الزواج تختفي وتزول تحت ضغوطات الحياة المختلفة وهو أمر صحيح إذا ما سمحنا نحن للعاطفة بالزوال واستسلمنا لمجريات الأمور
5 الإعتقاد الخاطيء بأن الزواج قائم على القدرة المادية : وهذا المعتقد أيضا خاطئ فالزواج قائم في المقام الأول المودة التي تحصل بين الزوجين.
6 الملل : والملل من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى غياب العاطفة في العلاقة الزوجية وتكمن مشكلة الملل في أن احد الطرفين هو من يشعر بالملل ولا يستطيع مصارحة شريكه بذلك ومن الأسباب المؤدية للملل الإنشغال والإنفصام وعدم الإلتزام بعهد الحب وغير ذلك الكثير.
الحل
ينبغي أن يكون الزوجان روحا واحدة في جسدان فالمرأة مرآة الرجل , وفي وقت الشدة كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كناية عن توادهم وتراحمهم كما بين ذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, وقال تعالى: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}.
وتبادل مشاعر الحب بين الزوجين يقوِّي رابطتهما ، فالحب يتضمن مشاعر متداخلة من الرحمة والمودة والتضحية والبذل والعطاء والإيثار والإخلاص والوفاء ، والحب أمر فطر الله الناس عليه، وهو رباط قوي بين الرجل وزوجته ، فهو السلاح الذي يشقان به طريقهما في الحياة ، وهو الذي يساعدهما على تحمُّل مشاقَّ الحياة ومتاعبها، وهو الذي ينمو حينما تحسن العشرة بينهما, والرغبة الجنسية بين الزوجين قد تذبل أو تموت فى حالة المرض أو الشيخوخه, ولكن الحب لايتأثر كثيراً بتلك العوارض فى حالة كونه حباً أصيلاً.
والأهم من ذلك كله أن يتعلم الزوجان قاعدتين مهمتين لبيوت سعيدة، وهما أن البيوت تُبنى على المودة والرحمة، وأن دمار البيوت يبدأ من جفاف المشاعر ، فيجب المحافظة على أجواء البيوت هادئة ومستقرة ومعين متجدد للمودة والحب والدفء والحنان, فينبغي تنمية الحب بين الزوجين فهو الحب الحقيقي الحب الطاهر الحلال الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى.
2 مشكلة غياب التفاهم :
ومن أسباب المشاكل العائلية سوء فهم كل من الزوجين لطباع الآخر ، الأمر الذي يضع كلاً منهما في واد بعيد عن الآخر فقد يكون الزوج حاد المزاح ، شديد الإحساس يتأثر لأقل الأشياء التي يراها مخالفة لذوقه ، فلا تراعي زوجه فيه هذا.. فتضحك وهو غضبان ، وتعرض عنه وهو يوجه إليها الخطاب ، ويتكلم الكلمة فتجيبه عليها بعشر كلمات, فما هي إلا العاصفة وينفجر البركان.
قال صلى الله عليه وسلم:( الأرواح جند مجندة ما تعارف منها إئتلف وما تنافر منها إختلف ) ، فالبشر ليسوا سواسية في الطباع والشخصيات ولكن هناك طباع وشخصيات متقاربة ومتفاهمة ولهم إهتمامات مشتركة ويمكن أن ينسجموا مع بعضهم البعض وهناك طباع وشخصيات مختلفه وغير متوافقة لا يمكنها التعايش معا أو التفاهم فلكل منهما إهتمامات خاصة, وهذا الأمر موجود في العلاقات الزوجية كأحد أهم أسباب الخلافات الزوجية.
إن غياب التفاهم بين الزوجين وعدم إدراكهما الضوابط التي ينبغي مراعاتها في التعامل يؤدي إلى ظهور المشاكل العديدة ونشوء النزاع، ذلك أن التفاهم هو الذي يهيء الأرضية اللازمة للبحث في الكثير من الأمور ذات الاهتمام المشترك, وتتعدد أسباب عدم التفاهم والإنسجام ، فمنها ما يعود إلى الإختلاف الفاحش في السن والتجربة والخبرة في الحياة ، ومنها ما يعود إلى اختلاف الأذواق بشكل يؤدي إلى التصادم العنيف.
الحــــــل :
بالقرب والتوافق ، والتوافق لا يتطلب أن يتشابه الزوجين أو يتطابقا ، ولكنه يتطلب قدرة كل طرف على تلبية احتياجات الآخر واشباعها على الرغم من اختلافهما, فهما متكاملين أكثر منهما متشابهين, فالإختلافات الفسيولوجية والسيكلوجية بين الجنسين أمر يقره العقل و النقل و تثبته البحوث العلمية قال تعالى:( وليس الذكر كالأنثى)”
ولا يكون التوافق بين الطباع المختلفة إلا بحب يُلين الزوج للزوجة، والزوجة للزوج ، عندئذ يصل الزوجان إلى قدر التوافق النسبي الذي لا يشعر معه أي منهما بإهدار شخصيته أو كرامته، فعلى الزوجة أن تصبر على اختلاف طباع زوجها عن طباعها وكذلك الزوج، فتلك خصال شبَّ عليها كل منهما، وسرعان ما يتعرف كل منهما على ما يريح الآخر، فيفعله أملاً في إرضاء نصفه الثاني، وتلك مرحلة على طريق التوافق بينهما.
إن من أهم الأشياء لبناء الحياة الزوجية الناجحة هو التفاهم والذي يكون في البداية في كيفية اختيار شريك الحياة على أسس صحيحة من الدين والكفاءة الشخصية العائلية، وبعد ذلك في الأمور المهمة والأساسية في الحياة الزوجية مثل الأولاد وكيفية تربيتهم والقيام على شئونهم ، وكذلك الأمور المالية وكيفية الإنفاق.