أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتطرق في هذا المقال عن موضوع مهم جداً ألا وهو إتيكيتات وبروتوكولات التعامل على تطبيقات الأنترنت ووسائل التواصل المختلفة وهنا يجب أن نقول أولاً أن هناك جهات ومواقع عالمية أعطت تعليمات عديدة ووضعت كراسات تتحدث عن هذا الأمر لكننا في هذا المقال سنكتب عن ذلك حسب وجهة نظرنا الخاصة وسنجمع الخيوط ونربط بعض الأمور كالعادة كي نصل لتوضيح شامل عن أخلاقيات التعامل بالأنترنت .
وأول ما ننصح به الناس هو أن تختاروا أصدقاء يشبهونكم مثلاً بالأهتمامات أو الاختصاصات أو المعتقدات أو أنتم كأشخاص معجبين في شخصياتهم وأخلاقهم وردودهم أو أنتم من نوع البشر واسعي الإطلاع وتستوعبون كل أنواع البشر وتتقبلونهم أي لا تبعثوا طلب متابعة أو صداقة سواء بالفيس بوك أو الأنستجرام أو التيك توك أو غيرها كذلك تطبيق اليوتيوب لا تتابعوا قنوات أشخاص يستفزونكم بتصرفاتهم أو لا يشبهونكم ومن ثم تهاجمونهم بالتعليقات بل حتى الصفحات العامة لا تضعوا إعجاباً على كل الصفحات اعتباطاً بل يجب أن يكون نشر هذه الصفحة يشبه أفكاركم واهتماماتكم أما من يبعث لكم طلب متابعة أو طلب صداقة فيجب أن تتابعونه جيداً من ناحية منشوراته وتعليقاته ومعرفته معرفة أولية لكنها يجب أن تكون عميقة نوعاً ما وقد كتبنا فيما سبق مقالاً مستفيضاً عن ذلك .
كل ما ذكرت يخفف الصراعات والصدامات وحرب التعليقات التي نراها بأم أعيننا يومياً بين الناس على وسائل التواصل .
أضف إلى ذلك يحب أن نسلط الضوء على نقطة مهمة لربما يعرفها البعض لكن يتجاهلها ويتناساها أو لا يتحدث فيها ولا يطبقها على أرض الواقع وهي نحن في وسائل التواصل أخلاق وجمال روحي وليس شكل أو حسب أو نسب
وقد نكون موجودون على وسائل التواصل أكثر من الواقع بين الناس وكل واحد فينا يجب أن يفهم نحن هنا في عالم النت الواسع والشاسع من أجل رسالة تكون الإنسانية سيدة الموقف فيها كذلك الأخلاق هي المحك والميزان لقياس درجة رقي الإنسان وليس مناصب الإنسان أو غيرها من القشور .
يجب أن ندرك جميعاً أن كل تعليق أو عبارة أو حتى ملصق سنحاسب عليها دنيا وآخرة وهذا وعد إلهي قال تعالى (يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )
كذلك يجب أن نعرف أن صفحاتنا هي بيوتنا ويجب أن نحسن إستقبال ضيوفنا فيها وأن نستوعب كل الناس ونتقبلهم وأن نتعامل معهم بخلق رفيع مثلاً نتفاعل معهم على صفحاتهم ونرد على أصدقاءنا سواء بوضع الإعجاب أو الرد عليهم بكل شفافية وخلق و إنسانية ويجب أن تكون صفحاتنا رحاباً يستأنس المار بها لأن الحياة لم ترحم أحد فينا على أرض الواقع وحياتنا كلها ضغوط وتعب لذلك المتنفس الوحيد هو التواصل مع الناس الذين يشبهون أرواحنا إنسانية وذوقاً وخلقاً.
كذلك يجب أن نقلل اقتحام خصوصية الناس وإرسال الرسائل لهم دون وجود سبب مقنع أو ضروري أما التحيا فهذه واجب ديني وخلقي أن نريد على التحيا.
كذلك وسائل التواصل الخاصة مثلا الوتس اب والفايبر يجب أن يكون عدد محدود من الأهل والأقارب والأصدقاء ممن نؤمنهم على أرقام هواتفنا ويجب ألا نؤخر عليهم الرد إلا إذا كنا منشغلين حقاً وحال فراغنا واجب علينا الرد والاعتذار إذاً أطلنا على المقابل حتى أجبنا لأن هذا الأمر تحديداً لا يزيد الأنسان علوا بل بالعكس احترامنا للناس يدل على خلقنا النبيل الرفيع عكس ما يفهم البعض أنه يطيل عمدا حتى يرد ويتجاهل كي يزداد رفعة لأن علم النفس الأسود وأساليب دروس التنمية البشرية بالتعامل بدهاء مع الناس لا ينطبق على الجميع أي أنه ليس الجميع يستحق منا أن نحاربه حرباً باردة ونستخدم أساليب نفسية سوداء وملتوية لأن هذه الحروب يستحقها فقط المتجاهل والجاحد والمؤذي والنرجسي .
أما إذا اضفنا إنسان ضمن قائمة الأصدقاء وكانت منشوراتنا العقائدية أو العاطفية أو الأنسانية لمرة لم تعجب ذلك الأنسان وهذا يتبين من خلال النقاش ونحن مع النقاش الهادف الحضاري الأنيق الشفاف النقي لكن إذا تكرر النقاش على أمر واحد لمرتين أو أكثر فهذا معناه أن ذلك الإنسان لا يشبهنا ولاداعي للدخول بنقاشات عقيمة تسودها المشاعر السلبية فنحن لسنا مجبرين أن نتغير إرضاء لأحد وليس من واجبنا أو من حقنا تغيير الأخرين فنحن بهذه الحالة يجب أن نلغي الصداقة احتراما لأنفسنا ومشاعرنا أولا ومن ثم للأخر فنحن لسنا مجبرين أن نتحمل إسات الناس وأفكارهم التي لا تشبهنا الإبتعاد في هذه الحالة غنيمة .
ويجب أن ننوه على نقطة مهمة جداً إذا ألغى المقابل الصداقة من على تطبيقات الفيس بوك أو الانستجرام أو غيرها أو انسحب من أي موقع مشترك بيننا من على وسائل التواصل يجب أن نسأله عن السبب لمرة واحدة فقط احتراماً وتقديراً وعندما نكتشف أن هذا خياره يجب أن نحترم هذا الخيار .
أما إذا أخطأنا يجب أن نعترف ونعتذر أيضا لمرة واحدة فقط أن قبل الإعتذار خير على خير وإن لم يقبل فيجب أن نتنحى ونجلس على جنب وهذا أحد قوانين عزة النفس .
أما عن تجربتي الشخصية التي تعلمتها من خلال تعاملاتي عبر وسائل التواصل الإجتماعي هي أنني أعتز بصداقاتي وكل من هو ضمن دائرة أصدقائي أعتبره من سكان مملكتي المتواضعة وأحترم الجميع واتواصل معهم على صفحاتهم بوضع بصمة كلمتي وتعليقي عندهم وهذا دليل ثقتي ومحبتي لنفسي وللأخر ودليل نقاء وترفع ونبل وليس كما يفهم البعض أن التفاعل الزائد مع الناس يذهب القيمة لأن التفاعل المحترم يزيد الإنسان رفعة ويعكس درجة وعيه ورقيه ونحن لا نبحث عن التفاعل وكثر التعليقات بقدر ما نبحث عن التقدير والتواصل ومعرفة المقابل لذلك من لا يقدرنا بأي صورة من الصور وأي شكل من الأشكال مثلاً قل تواصله وتقديره بدون سبب وأصبحت أنا دوما من يتواصل وهو لا او أصبح لا يرد علي مثلاً إن تركت له تعليقا أو ناقشني للمرة الثانية أو الثالثة على نفس الموضوع أو ضايقني بالرسائل على الخاص بأي شكل من الأشكال كل ذلك أعتبره قلة تقدير وأنسحب بكل هدوء وألغي الصداقة وأترك المقابل هو وكبرياءه يتصارعان للأبد .
كذلك هناك أمر قد يشاطرني الغالبية عليه وهو هناك من يبعث طلب صداقة او طلب متابعة على صفحات الناس في التطبيقات المختلفة ومن ثم لا يتفاعل معهم اطلاقا او لا يكون عادلا بالمشاركة والتعليقات بين أصدقاءه خاصة اذا كان هناك أصدقاء مشتركين فهذا سلوكا خاطئا ومغلوطا ويقضي على صداقات وعلاقات الناس ومودتهم لأنها وسائل تواصل وليست وسائل تجاهل ومن يدعي أنه منشغل ليل نهار فهذا بعيد عن الواقع لأنه لايوجد انسان منشغلا طول الوقت وأكيد هناك أوقات فراغ لأي شخص مهما كانت مشاغله وواجبه التواصل والتفاعل مع الاخرين اما عندما يدعي أنه مشغولا فيجب ان نتركه لأنشغالاته ونرحل بصمت لأن كلنا لدينا مشاغل خاصة في هذا الزمن وعجلة سير الوقت السريعة لكن نكرس جزء من وقت الصفا والفراغ للتواصل مع الاخرين والاطلاع على أخبار الناس ويجب ان ننوه هنا عن أنه من واجبنا أيضا تجاه أنفسنا اولا وتجاه مجتمعنا الا نكون مرضى بعشق اللايكات والتعليقات فنحن بهذا سنفقد قيمتنا ونكون رخيصين شيئا فشيئا امام الناس لأنه سيهدر الانسان كرامته مقابل تفاعل الناس ويبدأ يتعرى وينشر امورا رخيصة ومبتذلة مقابل وهذا ما نلمسه ونراه حاليا ذلك ، كلنا نحب التقدير والتواصل لكن ضمن المعقول ونحن عندما ننشر امورا مفيدة سيتابعناوسيتفاعل معنا الصفوة من الناس وهذا اكبر تكريم .
يجب ان يفهم الناس ان وسائل التواصل في الأنترنيت عبارة عن كون واسع ونحن نجوما في هذه المنظومة الأفتراضية(وهنا سنوضح المقصود بالعالم الافتراضي هو انه كل انسان في مكان وهذا واقع وهناك من يتألم من كلمة افتراضي لأنه يتصور انه عالم وهمي وهو يقضي وقت طويل فيه لكن بالحقيقة عندما يختار اصدقاء مناسبين ومعروفين نسبيا بالنسبة له لن يكون وهميا ابدا والجميع من خلف الشاشات هم ارواحا وعقولا واحاسيس حالهم حالنا لذلك هو عالم حقيقي ومن يتخفى يكون صغيرا امام نفسه قبل الاخرين ) وهذه المنظومة حالها حال الواقع لكن الفرق اننا هنا أرواحا وعقولا وقلوبا واسلوبا وسلوكا وليس مظاهرا واشكالا لذلك واجبنا هو معرفة انها سيفا ذو حدين اي اننا اذا أسئنا استخدامها او ان لم نكن حذرين بالتصرف فيها وان نحسب الف حساب لكل تعليق او كلمة نتركها لأنها على العام والألاف من الناس سوف يقرأؤن ومن مختلف الفئات العمرية والثقافية من مختلف أرجاء العالم لذلك واجب كل واحد فينا أن يطور مجتمعه ولا يسئ لأحد وان يكون كلامه بكل المجالات مدعما بالحجج والأدلة خاصة العقائد والدين كي يترك أثرا جميلا يثاب عليه من الله وألا يبث سموما على الناس بل يجب أن يترك بصمة جميلة وعطرا خلقيا كعطر الورد يظل عالقا بالعقول والقلوب وأن اختفى من وسائل التواصل لأسباب مختلفة وأن يثري معلومات الناس حسب اختصاصه وعلمه ويدفع عجلة مجتمعه للأمام ونشر العلم واجب كل مؤمن .
ومن جانب اخر كذلك واجبنا تجاه أنفسنا هو الا نستخدم النت لساعات طويلة ويضيع نهارا كاملا دون فائدة اي يجب ان نقسم ساعات اليوم على نشاطات مختلفة مثل أعمال المنزل والقراءة والمطالعة والهوايات والرياضة والتواصل مع الناس على أرض الواقع كذلك يجب ان تكون ساعات الجلوس على النت ذي فائدة وان نعرف ماذا نتابع كي نطور أنفسنا أفكارنا وان نوسع مداركنا .
وأخيرا كونوا زهورا اينما حلت تركت عطرا بين البشر.