أمريكا العظمى من وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
يا قلبى لا تحزن
وما موقف مصر والدول العربية ؟
أ.د. محمد علاء الدين عبد القادر
الاثنين 8 سبتمبر 2025
ليس الأمر فقط فى دلالة المعنى من مسمى وزارة الحرب الأمريكية
بل هو ما يعبر عن الوجه القبيح للكشف عن هويه المسمى وعن بطانته وما يخفيه بصورته الاستعمارية الفجة منذ عقود مضت وحتى تاريخنا المعاصر
من ممارسة البلطجة الدولية كما هو عهدها سعيا لاستنزاف ثروات شعوب الأرض والتحكم والسيطرة فى مقدراتها
بداية من حربها ضد الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين ومع كثير من دول العالم حول قارات الدنيا خضوعا للهيمنة الأمريكية
وما أل إليها من مكاسب من تبعات الحرب العالمية الأولى والثانية منها وما بعدهما وعلى كافة موائد اللئام هى الكاسب الرابح دونما رادع
وإن مصر من باب المنطق والذكاء التكتيكى لن تحذو حذو أمريكا بتعديل تسمية ” وزارة دفاعاها ” إلى مسمى ” وزارة الحرب ” لضحض مخططات أعداءها وأجهزة مخابراتهم ومن مرتزقتهم
ذلك على عكس أمريكا .. ليس بلطجة .. بل لحفاظ مصر على أمنها وسيادتها واستقرارها واستقلالها ووحدة أرضها
جميعها أهداف وطنية سامية .. دونما تدخل فى شؤون الدول الأخرى .. ذلك ما يميز مصر بسياستها الخارجية .. مع رفض تدخل الأخرين فى سياستها وفى شؤونها الداخلية
فهى دائما على الحياد وتفضل لغة الحوار والسلام من مصدر القوة والقادرة على الحفاظ على أمنها وسلامة أرضها
رغم كافة الضغوط والمخاطر والتحديات التى تواجهها الدولة المصرية على كافة اتجاهاتها الاستيراتيجية
لكنها على أتم الاستعداد لكافة السيناريوهات
وال ى ى عايز يجرب يقرب
ويبدو أن الصور الشخصية لتجمع قادة تحالف الدب الروسى والتنين الصينى ومغامر كوريا الشمالية الدول النووية الثلاثه
مع رقصة الفيل الهندى اللاعب على الجانبين ومن مناوشات إيرانية
مع عرض عسكرى صينى مهيب احتفالا بانتصارها فى الحرب العالمية الثانية بمناسبة مرور ٨٠ عام
إن المشهد المرعب لهذا التكتكل النووى الصاعد لقادة دول هذا التحالف الجديد اتساقا مع العرض العسكرى الصينى المهيب بكافة أنواع الأسلحة العصرية التكنولوجية والشبحية الحديثة ومن صواريخ نووية عابرة للقارات وأسلحة بالذكاء الاصطناعى وغواصات نووية وما خفى
ومع أن قامت الصين بإخراج المشهد بإتقان لأضخم عرض عسكرى فى تاريخها
فيما أزعج ذلك دولة العم سام
فأضحت أن تعيد حساباتها
فى ظل مخاض النظام العالمى الجديد وليس هيمنة الدولة الواحدة تحت مسمى أمريكا العظمى
حيث قد أل إلى طريق الانحدار مع تعدد الأقطاب الدولية الفاعلة بتكتل روسيا الصين كوريا الشمالية فى ظل عالم جديد متعدد الأقطاب
نحن فى زمن لا مكان فيه لدولة ضعيفة منعزلة متقوقعة على نفسها لا تستشرف ملامح المستقبل من صراعات القوى والنفوذ
وإن تحالفات القوة .. تقهر العدو .. وحائط صد منيع أمام أطماعه .. وجبهة ردع له يعمل لها ألف حساب وحساب
وعلى الدول العربية من الخليج إلى المحيط فى أسيا وفى أفريقيا
أن تفيق من غفلتها وأن تكسر حاجز الهيمنة والخوف والتبعية
وحان الوقت أن تكشير عن أنيابها
نحو ابراز هويتها الوطنية واستقلالها السياسى والعسكرى والتعامل بالند مع أى قطب من أقطاب المعمورة وعلى رأسها قطب الهيمنة الأمريكية دعاه الحرب واستخدامها القوة المفرطة لتحقيق أطماعها تحت مسمى وزارة الحرب الأمريكيه مبررا لكافة شطحاتها
ذلك عند تماسك الدول العربية واتحادها فى تحالف استيراتيجى قوى قادر على فرض نفسه على الساحة الدولية والتعامل بالند مع كافة الأقطاب وكافة القوى الدولية وتحالفاتها
ان الدول العربية مجتمعة تمتلك الثروة والعنصر البشرى والموقع الجيوسياسى ومن ثروات معدنية طائلة فى باطن الأرض والبحر لم يكشف عنها حتى حينه
التى أصبحت مطمع للطامعين وازداد ذلك مع تشرذمها واستكانتها وضعفها
فكثير من دولها تشدوا مغرده بعيده عن السرب تعزف منفرده سعيا خلف سراب الزعامة والوجاهة والمنظره لقيادة المنطقة حتى لو كانت أسد من ورق
دون مراعاة لكبير لها ودون أخذ عبرة الزمان من مأسى ومن دروس واحداث تاريخية قد مضت حيث ذاكرة السمكة
كثير من الدول العربية .. قد نست .. أو قل قد تناسوا .. أن اتحادهم قوة .. وأن تشرذمهم ضعف ومطمع للغير من دول مارقة تاخذ من ديمقراطيتها المصطنعة ساترا وشعارا مزيفا لخداع الأخرين حتى أن تتمكن منهم وتفرق فيما بينهم وتهيمن وتسيطر عليهم فتكون الطامة الكبرى
وتشير كافة المعطيات وكافة الدلائل والمؤشرات
إلى حتمية أن يتم تحقيق تحالف التكتل العربى سياسيا واقتصاديا وعسكريا اليوم قبل الغد كما الاتحاد الأوروبى رغم أختلاف لغته وثقافاته فيما بين دولة على عكس ما يتوافر للدول العربية من وحدة اللغة والثقافة والمصير
فهو مطلب شعبى قومى استيراتيحى لا يقبل التأجيل أو التأخير
ذلك حتى أن لا ينفرد المستعمر القديم الحديث من الاستفراد بكل دولة أو دويلة عربية على حدى
تحقيقا ل سيكوس بيكو جديدة سبق التخطيط لها بكل حرفية وعناية جارى تنفيذها
خرجت إلى النور على العلن من أدراجها بكل فجاجة وبكل وضوح دونما أى مواربة أى من اسرائيل ومن أمريكا ومن غيرهم من دول أخرى مستعمرة تدور فى فلكهم
مع تقاسم وتوزيع الأدوار فيما بينهم وفقا لاسكريبت قد أتقن أعداده بمهارة وبكل اتقان
وحان وقت تنفيذه تحت كثير من المسميات المغلوطة من السلام الإبراهيمي .. ومن الشرق الأوسط الجديد .. وإسرائيل الكبرى .. وريفيرا غزة .. وغيرها
كله على حساب شعوب الدول العربية فقط بمنطقة الشرق الأوسط دون غيرها من دول العالم
ذلك بعد أن نجح العدو والمستعمر القديم الحديث عن تحقيق شعارة ” فرق تسد “
فقد انكشفت مخططاتهم وأطماعهم عيانا جهارا لقادة دول المنطقة ولشعوبها
وأن اللبيب بالإشارة يفهمووووووووو
قبل ضياع الوقت وقبل أن يتمكن المستعمر من تحقيق مناه بتوجهات ودعم الصهيو أمريكا العالمية ومن توجهات وزارة الحرب الأمريكية بمسماها الجديد باستخدام القوة العسكرية لتحقيق أطماعها عنوة وللحفاظ على مصالحها وعدم التقليل من هيبتها التى صدرتها للعالم عبر عقود مضت
ولن توجد دولة أمنه مستقلة ذات سيادة حقيقية فى منطقتنا العربية
إذا لم تستوعب الدرس واذا لم تعى أحداث وفواجع تاريخية قد مضت
وأن مخرجها الوحيد لن يكون إلا فى اتحادها فى تكتل فى تحالف واحد قوى متماسك كالبنيان المرصوص سياسيا واقتصاديا وعسكريا إذا ما خلصت النوايا وصدقت العزائم والهمم وإن توافرت الإرادة السياسية
ولكم فى مصر القوية القادرة المستقلة الواعية كل العبر بقيادتها الرشيدة وفيما يمتلكه جيشها من كافة مصادر القوة والقدرة
ومن وعى شعبها وتماسك جبهتها الداخلية صفا واحدا خلف قيادتها السياسية أمام كافة المخاطر والتحديات التى تواجهها الدولة المصرية
وعلى الجميع من الدول والدويلات العربية الاستجابة الفورية دونما أى تقاعس لنوبة صحيان وسرعة التلاحم المصيرى مع الدولة المصرية لتحقيق تحالف وتكتل عربى سياسى اقتصادى عسكرى قوى
يعمل له ألف حساب وكل التقدير من دول العالم الأخرى فى ظل تشكل العالم وتعدد أقطابه بتحالفات جديدة ودوله العظمى كسرا للهيمنة الأمريكية
مع الحفاظ على علاقات متوازنه مع كافة الأقطاب العالمية الأمريكية والروسية والصينيه
وسيادة مبدأ المعاملة بالمثل والحفاظ على سيادتها وعلى استقلالية قراراتها ومصالحها الوطنية العليا دونما أى تهديدات أو تداخلات خارجية من أى دولة ما
فهل وصلت الرسالة ؟
أ.د. محمد علاء الدين عبد القادر