أين نحن على الخريطه!
بقلم: أسامة حراكي
أعطي الخبز للخباز حتى لو حرق نصفه، هذا المثل دليل على أن الخبرة والتخصص عاملان كبيران للحصول على نتيجة مضمونة، وهذا يذكرني بالفترة التي أمضيتها في مهنة الخياطة أثناء الإجازات الصيفية في المرحلة الإعدادية، حيث كنت محظوظاً بالعمل مع خياطين ذوي خبرة عالية، وأصبحت مسئولاً في سن صغيرة عن المجموعة التي جاءت للمصنع بعدي، وكانت تلك التجربة من أكبر المسئوليات التي تحملتها خلال حياتي العملية في ذلك الوقت، وذلك لقلة خبرتي ولعظم المسئولية خاصة أن ما تعلمته لم يكن كافياً للرد على تساؤلاتهم، فالتعلم وحده لايكفي فالخبرة كانت عاملاً ضرورياً، وعندما كبرت عملت مع أشخاص ذوي خبرات متنوعة في مجال عملي، فكنت أجد أنني في بعض الأحيان لا أوفر المال والجهد، ففي السابق عندما كنت أتعلم شيئاً كنت أقوم بعمله بطريقة صعبة ومكلفة، وفي عملي أُعلم من أنا مسؤول عنهم في العمل بطريقة سهلة وإقتصادية وفي كل مرة كنت أجد طرقاً مختلفة من موظفين مختلفين لإنهاء المكلفين به، ثم أقوم بإضافة لمساتي مع دمج خبراتي فأكتشف أنني أوفر مالاً وجهداً وأتعلم الجديد في عملي الذي أتقاضى عليه أجراً، وأكتشف أن الأفضل لأي مبتديء أن يبحث في العمل عن أشخاص لهم خبرة ويعتبر أن هذا جزءاً من الأجر أيضاً، فلا يجب أن يكون العمل من أجل المال فقط، فكل مايتعلمه الإنسان في مجالات الحياة له ثمن أيضاً والعاقل هو الذي تتاح له الفرص ويستثمرها.


































































