بنت مصر : حنان زكريا
” إختلافنا فى الآراء لا يعنى أننا أعداء “
من خلال بحثى عن الإختلاف عَلِمت إنه سنة كونية من سنن المولى عز وجل، بداية من إختلاف الليل والنهار والفصول الأربعة وإختلاف ألوان البشر وإختلاف الطبيعة من بلد لآخر.
لكن للأسف أنا أرى إن أكثر المشكلات شيوعاً بين الناس حالياً هى عدم تقبُّل إختلاف الآراء أو إختلاف وجهات النظر كما لا يوجد مجال لتقبُل النقد ” البناء ” ..!!
وهناك ثقافات كثيرة يفتقدها مجتمعنا ومنهم ثقافة الإختلاف فى الرأى..!!
ومن المؤسف إننا عندما نختلف فى الرأى يتحول الحوار إلى مشادة تصل فى بعض الأحيان للألفاظ الجارحة وهذا يرجع
للأسلوب الغير حضارى فى النقاش.
ما أريد أن أقوله إن عندما أختلف معك فى الرأى ليس معناه إنى ضدك أو عدوتك.
ويجب علينا جميعاً تجنُب الغضب والتعصُب أثناء الحوار كى نصل لحل وسطى للمشكلة التى نتحاور فيها.
كثيرين من الناس يبذلون مجهوداً كبيراً فى الجدال والمشادَّة فى الحوار، فى حين إن لو بذلوا نصف هذا المجهود فى إيجاد رأى مشترك كانوا وصلوا لحل الموضوع محور الجدال..!!
معظمنا لا يعلم إن من نِعَم رب العالمين علينا الإختلاف،
وكلنا أيضا نختلف عن بعضنا بدليل إن لكل شخص له وجهات نظره نتيجة ثقافته وتجاربه وخبراته بل ومستوى تعليمه.
لذلك عندما نختلف فى الآراء يجب أن نستفيد من هذا الإختلاف ومن خبراتنا المتخلفة.
ونعلم ونتَفهَّم جيداً أن كل واحد يَرى الأمور من زاوية مختلفه عن الآخر.
أنا كنت نشرت صورة كانت تعبر عن معنى الإختلاف وبالفعل كما يُقال الصورة بألف كلمة.
الصورة كانت عبارة عن شخصين واقفين ومرسوم رقم على الأرض وهو رقم ” ٧ “
يعنى واحد منهم شايف إن الرقم ” ٧ ” من موقعه والشخص الآخر كان شايف الرقم ” ٨ “
بناءاً أيضاً عن موقعه.
ما أقصده إن فى بعض الحوارات الطرفين بيكونوا على صواب حسب موقعه أو حسب زاويته التى يتحدث من خلالها.
لذلك لا يجب أن نتمسك برأينا من باب العناد فقط، بل يجب أن نسمع للطرف الآخر بتمعُن لإن من الممكن جداً أن نجد ما نبحث عنه عند غيرنا لو أعطينا الفرصة للآخر بالحديث وفى نفس الوقت نستمع جيداً.
من ضمن مشكلاتنا فى مجتمعنا إن معظم الناس ليسوا مستمعين جيدين..!!
لذلك عند أى حوار بيحدث هجوم شديد ومشادات غير حضارية وينتهى الحوار دون إيجاد حل للمشكلة أو القضية محور النقاش.
كما أن الإختلاف ليس تخلفاً أو رجعية.بل يرجع لإختلاف الثقافات والبيئة الجغرافية.
ومن خلال قراءاتى عن إختلاف الآراء قرأت
إن من المنطق أن نختلف فى الآراء ووجهات النظر والتوجهات عموماً لكن لا يوجد أى منطق فى التصرف بهمجية وتعصُب وعدم الإحترام.
ويجب أن نعلم جميعاً إن الحوار فى أى موضوع ليس معناه تسابق لإظهار أيهما أكثر حكمة ومعرفة،مع إن الحكمة هى نعمة من اللّه تبارك وتعالى، لذلك يجب أن نُفيد بها وليس التباهى بها.
هناك مقولة هامة بنشرها بين الحين والآخر كى لا ننجرف وراء الغضب والتعصُب وهى كالآتي:
إسمعنى جيداً حتى تفهمنى وتَعـِى ما بين سطورى ..!!
لا تقاطع حديثى حتى لا تشتت أفكارى..!!
تكلم بهدوء حتى أفهم ما تقوله ..!!
إبتسم وإرتقى فى حوارك حتى أقبل آرائك..!!
إغضب إعترض لكن برُقي وتحَضُّر
من حقك تختلف معى لكن ليس من حقك أن تهيننى وتُخوِّنى وتشكِّك فى وطنيّتى وفى عقيدتى.
عدم إحترامنا لإختلاف الآراء تسبب فى إنقسامنا وهذا هو المُخطط له من العدو الخارجى والعدو الداخلى أيضاً. فلنفيق جميعاً قبل أن نفوق على كارثة..!!
نحن نفتقد العديد من الثقافات ومنها ثقافة إختلاف الآراء ..!!
ليس عيباً أن نتعلم ما نجهله ، وليس عاراً أن نكون على خطأ..!!
حفظ اللّه مصرنا و وطننا العربى من كل سوء ومكروه.
تحيتى لمعالى المواطن.
بنت مصر : حنان زكريا