تخاطرنا الإيجابيات كثيراً ، وتعترضنا العديد من المخالفات ، ولما كان في عقيدتنا سوابق عهد النبوءات برسالات الأنبياء ، فقد دقت الحكمة من تلك الرسالات ، وهى هجرنا عمداً أو جهلآ بما عليه خلقنا من فطرة وسمات ..
في السابق القريب من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يعرفون ( العدل الظالم ) وهى الأحكام العقابية لبعض حوادث واقعهم كالقتل والسرقة وغير ذلك كثير ، فيطبقونها بما يتراءى للأعزاء منهم دون غيرهم ، فيقتصون من الضعيف بأكثر من حق القصاص بألا يكتفون بقتل القاتل بل من عدد من قبيلته ، والعكس صحيح ، بل الأشد ، لا يقتصون من قاتل المرأة لمقامها الزهيد لديهم ،
ألم يكن ذلك تعزيزاً للمرأة وإعلاءاً لمكانتها بالإسلام ؟ ( مجرد فطرة ) بتساوى الروح بالروح (مثالية الوصف) وليس الوصم ..
الوصف العالم للمرأة المثالية هو ( شرقية السمات ) مدح للمرأة المتكاملة الأوصاف ، لأنها تحمل صفات الشرق من عزة وكرامة وكبرياء وسند لعشيرة تؤمن لها مكانتها ،
وحتى الأن وبعد أن ثبت بالقطع أن عزتها مجملآ بالإسلام غير أن كمالها في أذهان الغالبية هى الشرقية وليس الإسلامية ( عجبى ) ، ..
تمر الساحة التشريعية بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم لتأسيس النظم التشريعية ، ثم يأتى الصحابة من بعده وحتى القرن الرابع الهجرى وهى مرحلة من أهم مراحل التشريع لتنظيم أمور المجتمع البشرى وثباته ،
والى أن يأتى عهد التقليد والتفعيل للتابعين وحتى القرن الثانى عشر من الهجرة ، ثم يأتى عهد الندم والتحسر ومحاولة العودة وهو من بعد الأخير الى ما نحن فيه الأن ، ونعود بهويتنا الى جاهلية ما قبل الإسلام بل أكثر بشاعة منه ،
فلم يعد الرجل رجلآ ولم تعد المرأة بمكانتها صرنا عبيداً وجوارى وبالوهم نسمى أنفسنا أحراراً ونندد بالحريات الداعمة بحقيقتها الى دعوى كفار الأرض كلها مجتمعون حولنا كمن اجتمع على ذبيحة غالية الثمن ..
كان رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حليم الطبع وهى من أجمل ما أشتهر بها من صفات وهو صلى الله عليه وسلم من نسل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وكان حليماً ،
أما إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام فقد كان عليماً ومن نسله موسى كليم الله عليه السلام ، فهل يعنى هذا أثراً لما نراه اليوم من علم اليهود وتحكمهم وسيطرتهم مع جهل المسلمين وحلمهم على كبوتهم أمام العالم كله؟
رغم ما لدى المسلمين من كافة القواعد التى تؤهلهم الى الوصول لكافة العلوم والقوة البشرية والعدادية لما يتوافر لهم من أنعم الله بزخائر النعم من باطن الأرض ومعالم الأمم ومجامع العلوم ،
إلا أننا نباهى بالجهل وقد اعتدنا على كلمة ( عادى ) بمضمون حرية الرأى ، فهل من الفطرة السليمة السلوك المتناقض مع المعايير الصحيحة المثالية والتى يتنقد المتمسك بها وكأنه مصدر فضيحة إجتماعية ؟ ..
فلا تيأس أيها المناضل ، أيتها المنضلة بجميل المنهج وحسن البحث والعودة بعد الخطأ ، فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ، ولا ننسى أنه لو لم تخطئون لأتى الله بقوم غيركم فيخطئون فيتوبون فيتوب الله عليهم ..
فإذا ما أدمنا المثاليات عدنا عوداً حميداً الى أقرب حسن التشريعات ( عهده صلى الله عليه وسلم ) وإن ارتكبنا كافة الموبقات عدا الشرك بالله جل في علاه ..
فهبات الله لنا كثيرة وأنعمه علينا لا تحصى .. ربنا هيئ لنا من أمرنا رشدا ..