إن الحب سلاح ذو حدين..
كتبت فاطمة عبد العزيز محمد
الحب سلاح ذو حدين كما يحيي يميت، قادر على اعطاءك الحياة، وقتلك في أي وقت، فالفؤاد او القلب هو مركز الحب وكم هو يتحمل فرحة الحب وكم يتحمل قسوته.
إن الحب بأساسه فطرة فطر الإنسان عليها، وشعور لا يمكن للإنسان السيطرة عليه، كونه يأتي مباشرة في القلب لصفات أو أخلاق (مباحة) أحببناها بشخص ما، فهو شعور خارج عن قدرة وسيطرة الإنسان.
ويبدأ الحب بمشاعر الاعجاب التي تتولد من التعامل المستمر بين الطرفين، ثم يتحول الاعجاب بعد ذلك إلى حب، حيث تنمو مشاعر الحب نحو الشخص الذي نعجب به، وليس من الخطأ أو الإثم في شيء اذا كان الإنسان منغمسا في اعجاب أو حب.
حينها ينتاب الطرفين الشعور بالسعادة، فالوقوع في الحب يجعلك أكثر سعادة، لأن الحب بدوره يجلب ذلك الإحساس عند الطرفين من دون فرق بينهما.
وأبلغ ما قيل في تأثير الحب على شعور الإنسان وسعادته، وأصدقه هو قول الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – :”ما ضاق مجلس بمتحابّين”.
فما أجمل هذا التعبير الذي يعبر عن حقيقة ما يفعله الحب في قلوب المحبين حتى في كدر الضيق، إذ ينبثق نور الحب من القلبين ليحول ضيق المكان إلى سعة السعادة، لا بهدم الجدران، وإنما بإزالة الترسبات الجاثمة فوق إحساس الإنسان، ليتحرر وينطلق نحو سعادة القرب وأنس الحبيب.
ويكون الحب أعظم طاقة يمتلكها الإنسان، فتدفعه للنجاح بكل أمر يفعله، لأن الحب هو أكثر القوى تأثيرًا في العالم، وهو السر وراء تحقيق النجاحات الكبرى.
واحيانا لا تنتهي علاقة الحب بنهاية سعيدة، وتنتهي بنهاية موجعة وانكسار في القلب، وبمجرد أن يعلن شخصان انتهاء علاقتهما، يشعر كلاهما بالحزن والوحدة وأحياناً تأنيب الضمير، البعض، وهناك الكثير من المشاعر التي ينطوي عليها الانفصال، مثل الغضب، والحزن، والوحدة، والشعور بالرفض، وعدم اليقين بشأن المستقبل.
ويشعر البعض بلوعة الفراق والاشتياق لمن يحب بمجرد الانفصال، لكن لا يعني ذلك أن يتوسل أحدهما للآخر من أجل البقاء على العلاقة، ويجب وقتها التحلي بالصبر والكفاح عند الخصامات، فالمحب شخص يصطبر ويدعو الله رجاء في أوقات الشدة والحرج، وعند الشعور بألم الفراق، يخيل لنا أننا لن نحب من جديد، لكن الحياة تحمل دوماً بدايات جديدة، فقط تحتاج الجراح لبعض الوقت كي تلتئم وربما نعيش قصة حب أجمل.
ومما لاشك فيه أن الحب رزق يهبه الله لمن يشاء، فإنه رزق من الله لقلبك، وذلك استنادًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما قصد السيدة عائشة رضي الله عنها، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم قاصِدًا (عائشة): “إنّي رُزقت حُبّها”، مشيرًا إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يفتخر بحبه لزوجته ويظهره على الملأ أجمعين.