إيڤيلين موريس تكتب
الروح سرالحياة وقوتها
“روح الإنسان تحتمل مرضه، أما الروح المكسورة فمن يحملها”
كلنا نعلم أن الإنسان يتكون من جسد ونفس وروح. وللأسف، كثيرًا ما نضع جلّ اهتمامنا في الجسد: نغذّيه، ونُنمّيه، ونجتهد أن نُظهره بأجمل صورة أمام أنفسنا والناس. لكن، أين نصيب الروح من هذا الاهتمام؟
فالروح هي التي تحمل الإنسان في كل الظروف: تحتمل مرض الجسد دون أن تئن، وتحتمل جراح النفس دون أن تتذمر. مرض الجسد أو النفس قد يراه الجميع، وقد نتحدث عنه أو نجد له علاجًا أو على الأقل نتعايش معه. أما إذا مرضت الروح، فذاك أمر لا يعرف سببه إلا صاحبها، وقد لا يجد له دواءً. بل إن مرض الروح قد يكون أصلًا سببًا في مرض الجسد أو اضطراب النفس.
وهنا يبرز السؤال: أما الروح المكسورة، فمن يحملها؟
لنجتهد ألا نكون سببًا في كسر روح أحدا. ليس من الحكمة أن نجرح الآخر، وليس من الإنسانية أن نزيد آلامه عمدًا. فلنحرص قبل أن تخرج الكلمة من أفواهنا أن نزنها بقلوبنا، فما قد تفعله كلمة واحدة في روح إنسان لا يُستهان به: فهناك كلمة ترفعه عاليًا، وأخرى تهوي به إلى القاع. فإن لم تستطع أن ترفع أخاك، فاتركه وشأنه، لعلّه يجد الطريق بنفسه ليتجاوز آلام الحياة، دون أن تُضيف إلى كاهله ثقلًا جديدًا قد يودي به إلى الهلاك.
فلنحذر إذا، ولا نرد على الإساءة بمثلها، ولا نبرر جرح الآخرين بحجة الانتقام. ولتكن صلواتنا كل حين: أن ينجّينا الله من كل حزن رديء ووجع قلب.
تمنياتي لكم جميعًا بسلامٍ عميق، وسعادة الروح والنفس والجسد.