الأستاذ الدكتور نبيل فاضل يكتب « أنا آسف دكتور طارق شوقي».
كتب: محمود الجندي
أنا آسف د/ طارق شوقى .
برأيي كان د/ طارق شوقى من أفضل وزراء التربية والتعليم فى تاريخ هذا البلد وكان سيكون الأفضل على الإطلاق إذا ترك لشأنه يستكمل ما بدأ.
الإطاحة بهذا الرجل احدى الخيبات التى يبدو أنها لن تنتهى وكأنها ” الخيبات ” أصبحت كتابا موقوتا على هذا البلد لا نكاد نفيق من أحدها حتى تتابعنا أختها بالصفعات على وجوهنا .
الإطاحة بهذا الرجل هزيمة أخرى جديدة للجهود المخلصة والحلم فى مستقبل أفضل أمام المصالح والأهواء الشخصية الوقتية لعقليات أدمنت الحياة فى المياه الراكدة الآسنة وأى تغيير كان يهدد غفلتها وجهلها المريح الهانيء .
ظل الرجل يحارب معركته وحيدا ضد مافيا تجارة ” التعليم ” وضد جيوش ” الماميز ” الذين كل همهم ورقة بالنجاح ودرجات عالية حتى لو كان المقابل تعليم خاو من القيمة و أدمغة أولادهم الفارغة .
كان الكثير وأنا أحدهم يؤمن بجهود الرجل المخلصة فى تحقيق طفرة فى التعليم تعوض ما فات مصر فى عصور الصدأ وكانت تؤمن بأهمية ما بدأه من أدوات تعينه على تحقيق حلمه وحلمنا مثل بنك المعرفة المصرى والمناهج الجديدة المتطورة التى استعصت على عقول أدمنت الجهل المريح ومنصات تعليمية راقية مثل مدرستنا كانت ولأول مرة توفر آلية فى يد أولياء الأمور للحرب ضد مافيا الدروس الخصوصية فقط لو امتلكوا بعض الشجاعة وقليل من الصبر والمتابعة لأودلادهم والمثابرة على مغامرة جديدة محفوفة بالمخاطر ولكن نسبة نجاحها هائلة.
ولكن مرة أخرى يطل برأسه علينا الجهل والكسل والسكون إلى الراحة والدعة وانتظار أن تأتينا الحلول السهلة المريحة وغيرها من القيم الفاسدة التى أصبحت تعشعش فى عقولنا منذ عشرات السنين الفائتة.
أنا وآلاف كثيرين مثلى آمنوا بجهود الرجل وبأحلامه فى طفرة تعليمية هائلة مدينين له بالاعتذار لأننا كنا أشبه بجيش من شياطين خرساء رأينا جهوده وأمنا بها لكننا التزمنا السكوت ولم ندافع عن حق واضح وآثرنا السلامة ولم نحارب معه معركنتا .
أنا آسف د/ طارق شوقى.
فمجتمعنا مازال مريضا ومازال يصب لعناته على أى طيب جراح يحاول أن يخلصه من أورامه السرطانية إذا سبب له بعض الألم.
مجتمع مازال مدمنا على الطبيب ” المُحتال ” الذى قام بتخدير مريضه وتركه غارقا فى غيبوبته واكتفى بالمشاهدة .!( منقول )