بقلم : شيرين راشد
الإنفصال العاطفي
العاطفه كالبذره لا تغرس إلا بأرض صالحه ولتنموا وتكبر لابد من الرعاية و الإهتمام وإن أهملتها ذبلت وماتت.
ونحن جميعا في أمس الحاجه لتلك البذره.
بذرة العاطفة و الحب ودفئ المشاعر والإهتمام حتي نشعر بلذة الحياه .
فالإنسان بطبعه كائن إجتماعي لا يسعد إذا عاش وحيدا فلا بد له من حبيب يؤنس وحشته ويسعد دنياه .
ولذلك لا يهدأ ولا يطمئن ولا يسكن إلا إذا وجد ما تمناه فى شخص يشبهه ويكن له الحبيب والونيس يسعد بقربه وبنجواه لا يمل من الحديث معه تفرح به روحه وتبتهج عندما تراه ويبدو بنبض قلوبهم مشوار الحياة .
ولذلك يتسارعون الشباب علي الزواج رجلا كان أم فتيات ليجد كل منهما مراده في شريك الحياة ليكمله ويكتمل به ويقع الإختيار علي هذا الشريك الذي يري فيه هذا الشخص كل ما تمناه ويتزوج وتمر الأيام والسنين .
ويصدم أحدهما ببرود مشاعر وتجاهل الطرف الآخر له فالأمر أصبح عادي بل أقل من العادي والحياة روتينية لا طعم ولا متعه فيها فيبدأ كل منهما بأهمال الآخر والإنصراف والبعد ويتلاش الحب والحنان وتزيد الطلبات وثقلها علي منهما وهنا يحدث الإنفصال العاطفي .
صحيح متزوجين نعم يسكنون نفس البيت يأكلون في نفس الطبق يتشاركون في كل شئ إلا الإحساس.
الألف الأميال بينهما وهما في نفس الفراش وهنا ينفر كليهما من الاخر بل يكرهه وجوده ورؤياه ويشعر إن هذا الشخص عبئا عليه وتنشغل الزوجه بأطفالها وينشغل الزوج بعمله وأصدقائه وتتحول الزوجه إلي مديرة منزل ليس إلا وتهمل مظهرها ونفسها وهو لا يكترث أطلاقا لوجودها لا كلمه طيبه لا نظرة حانيه بينهما وعلوا أصواتهم و تزيد خلافاتهم علي أقل الأسباب فلا أحد يغفر ولا أحد يتغاضى وتشتعل حياتهم نار وتحول لجحيم ويكن هذا أول طريق الإنهيار وهدم البيت.
فليس كل متزوج له شريك حياة ربما هو أكثر الناس وحده في الحياة لأن المفترض له من ينتظر منه تحقق طلباته وتلبية رغباته ولكنه يجد من هذا الشريكه التقصير في جميع وجباته والتجاهل والتعجرف وألامبالاه .
فلا حرج عليك إن أبديت لها بعض الإهتمام وهمسة بكلمه حلوه في أذنها لعلها تستجيب ويتبدل الحال بالود والوصال فلا تنكروا أو تستنكروا إحساس رائع يشب بين الضلوع ويمسح علي القلب الموجوع .
وأفعلوا ما أمركم به الله في كتابه الكريم :-
{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موده ورحمة } فأين أنتم مما قاله الله والرسول