كتبت : الباحثة صفاء المصرى
وقف الإسكندر عند جزيرة فارس وتأمل راقودة وادرك المنافع والمزايا لهذه القرية ولم يتردد فى القول :- هذه لم تكن قرية هذه مدينة وتسمى بإسمى ( الإسكندرية ) قالها وهو احد عباقرة التاريخ الذى أتى به الزمان من اجل البشرية ؛ ورغم صغر سنه يتمتع بعقلية سياسية وقيادة ماهرة ؛ كما كان شاعرا وذو اخلاق حميدة ؛ وموسوعة تاريخية وجغرافية فهو تعلم على يد ارسطو ولذا فهو مفكرا استراتيجيا ، وتأكد انه اختار ارضا صحيحة الهواء والتربة .
كما كان غرض الإسكندر من تأسيس هذه المدينة ربط الأمم بروابط تجارية وثيقة ، هذا ما دعاه إلى انتخاب هذه البقعة من سواحل بر مصر منفذا لأفكاره السامية واقتراحاته العالية .
ووضع أساس الإسكندرية لتكون مصدر لإشعاع الحضارة بين ربوع الشرق ؛ وإقامة قاعدة بحرية تدعم سيطرته على الشرق وتتيح له السيطرة على البحر المتوسط، وجعل الاسكندرية ميناء تجارى بعد تحطيم ميناء حور 0
تميز عصر الاسكندر والبطالمة فى الاسكندرية بلقاء حضارات الشرق والغرب لتعدد الاجناس العالمية وهم اهل الاسكندرية من الاصول المصرية واليونانيون والمقدنيون القادمون من اسيا والعرب والزنوج والسوريون والاحباش ، وكانوا يتكلمون بأكثر من لغة واكثر من لهجة فى اللغة الواحدة 0
الاسكندرية من اعظم مدن العالم كما قال المقريزى وهى وعاء للعالم ، كما كانت المأوى الساطع للعلوم والمعارف ، واصبح الأدب السكندرى ممميزا عن باقى الثقافات بالمكتبة الكبرى ( مكتبة الاسكندرية القديمة ) والمكتبة الصغرى ( السرابيوم ).
تكاتفت الجهود لتكون الاسكندرية هى الصرح الحضارى حيث إن الدول تتدرج حسب قدراتها وحضارتها، كما ادت الاسكندرية دورا رياديا فى جميع المجالات .
لم تقتن مكتبة من مكتبات العالم القديم ما إقتنته مكتبة الاسكندرية من اصناف العلوم والفنون والمعارف ، كما احتوت رفوفها وخزائنها تراث الثقافات المختلفة ، الإسكندرية ومكتبتها اسطورة تاريخية حقيقية شيقة ، ويجب أن تدرس للعالم لأنها معجزة إلهية .
وللحديث بقية …….