نقلها لكم/ ناصف ناصف
شعر الدكتور عبد الوهاب برانية
لبستُ أثوابا بعمريَ كلِّه
ذابت مع الأيام والماضي الثمينْ
لم يبقَ منها غيرُ أسمالٍ توارتْ
ضاعتْ معالمُها فأضحتْ لا تَبِينْ
لكنَّ عندي صورةً في خاطري
خَفَّاقةً مثل الشِّراعِ على السَّفينْ
قد كنت فيها مثل نَسْرٍ باطشٍ
فوق الروابي الصُّمِّ معقودَ الجبينْ
أو مثلَ آسادِ الوَغَى في لِبْدِها
تحمي بهيبتها وقوتها العرينْ
هي صورةٌ للعسكرية عندنا
في سيفها الماضي ومرفئِها الأمينْ
تحمي البلادَ إذا بغى متآمرٌ
فتردَّه للخلف مقطوعَ الوتينْ
قد كنت قبل الجيش غِرًّا خاملا
فغدوتُ مثلَ مجرِّبٍ عَرَك السنينْ
قد علمونا أن صَونَ بلادِنا
وترابِها كصيانة الدين الحصينْ
فالدين بالأوطان يرقى صاعدا
لمدارج الرحمن ربِّ العالمينْ
والدين ليس تنطعا وتشرذما
وحجارةً صماءَ غُلْفًا لا تَلينْ
هي بدلتي مذ كنت جنديا هنا
أهفو لملمسها ويحدوني الحنينْ
الجمعة 24/7/2020م