البنية الموسيقية في العمل الشعري الحديث،وهوس الرفض لها..
يكتبها /سامي ناصف .
…………
لم يولد الإيقاع الموسيقي في القصيدة العربية الحديثة ،بمحض الصدفة .
بل سبق ذلك محاولات عديدة لكسر حدة و رتابة الإيقاع الموسيقي القديم ،من العصر الجاهلي ومرورا بالعصرين: صدر الإسلام، والأموي، وصولا إلى العصر العباسي -عصر الثورة- في البناء الموسيقي بالتوازي مع ثورة التجديد في البناء الموسيقي بالعصر الأندلسي ،وما أحدثه العصر الحديث من ،الحداثة الشعرية وما بعد الحداثة دون التخلي عن البنية الموسيقية في النص الشعري.
فهذا تطور في دولاب البناء الموسيقي تحت مسمى التجديد ،الابتكار ،دون طمس دور الموسيقى ،لتظل القصيدة العربية قصيدة ،والعمل النثري في خانته التي يزدهر بها
فإن البنية الموسيقية لها دور بارز في تغيير طبيعة الشعر العربي ،وهذا ما يميزه عن باقي فنون الأدب العربي وغير العربي ،
لذا أصبحت جزءا لا يتجزأ من تجربة القصيدة الحديثة رغم محاولات طمس هذا الوهج البنيوي الموسيقي.
فإن هذه البنيوية لها القدرة على التعبير الإيحائي.
ومن هنا نقول :إن عنصر الموسيقى في القصيدة ،ضرورة لنقل الحالات النفسية والشعورية عبر إيقاعه الخاص الذي يضفي على ذات القصيدة حياة جديدة فوق حياتها .
ومن ثَم كانت البنية الموسيقية ،هي إحدى المداخل الطبيعية العربية التقليدية،من حيث إنها إحدى تجليات المظهر المادي للنسيج الشعري بشقيه الصوتي والدلالي.
كتبها الشاعر الناقد /سامي ناصف