التحرش الجنسي بالأطفال… وصمة على جبين الإنسانية .. جريمة صامتة تهز اركان المجتمع
بقلم .. ماجي المصري
لا توجد جريمة أشد عنفاً و قسوة ولا أعمق أثرا من جريمة التحرش الجنسي بالأطفال.
ظاهرة بدأت تنشر بشكل مخيف في المجتمع المصري فكل يوم يتم الكشف عن اطفال تم تعرضهم للاعتداء الجنسي سواء في المدارس أو النوادي أو علي ايدي المكلفين برعاية الاطفال وغيرها الكثير
إنها ظاهرة تستحق الاهتمام و الدراسة والوقوف على الأسباب الحقيقية وراء هذا التدني الأخلاقي والسلوكي
فهي ليست مجرد انتهاك عابر أو سلوك شاذ يمكن تجاوزه.. بل هي اعتداء مباشر على براءة طفل لم تتشكل ملامح حياته بعد
وجرح نفسي قد يستمر معه مدى الحياة الأسوأ أن كثيرًا من هذه الجرائم تتم في صمت تام، لأن الطفل داخله خوف شديد ولا يعرف كيف يعبر وهل هو الجاني أن المجني عليه
ولأن المجتمع ما زال يتردد في مواجهة الأمر بشجاعة تمر الكثير من الحالات مرور الكرام وكأن شيئاً لم يكن
قديما كنا نخشى علي البنات من التحرش الجنسي أو الاعتداء عليهن واليوم أصبح المتحرش لا يفرق بين بنين وبنات
بالعكس أصبح المتحرش بفضل البنين أكثر من البنات أنه شذوذ جنسي وأخلاقي وديني لانعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء انتشاره

وفي الماضي القريب كانت الأسر تخشي علي البنات لأن هناك اعتقاد شائع بأن البنات وحدهن ضحايا التحرش
ولكن الحقيقة المؤلمة الان أن الأولاد أصبحوا أيضًا عرضه للتحرش بنفس القدر وربما أكثر
لأن الأسرة في كثير من الأحيان لا تتوقع أن يتعرض الابن للتحرش ،فلا تنتبه، ولا تعلّمه كيفية حماية نفسه أو طلب المساعدة.
لماذا تتزايد الحالات التحرش الجنسي بالأطفال بهذا القدر المخيف ؟
الصمت والخوف من الفضيحة
كثير من الأسر تفضل الستر حتى لو كان الثمن طفلاً محطمًا من الداخل.
التكنولوجيا دون رقابة
الهواتف والإنترنت فتحت أبوابًا لجرائم استدراج الأطفال دون علم الأهل.
غياب التوعية
أطفال كثيرون لا يعرفون معنى حدود الجسد، ولا كيف يقولون “لا”.
التأثير النفسي… ألم لا ينسى
التحرش ليس لحظة وتنتهي، بل يمتد أثره ليخلق:
اضطرابات نفسية
فقدان الثقة بالنفس
خوف من المجتمع
صعوبات في العلاقات مستقبلاً
وفي بعض الحالات ميل للعزلة أو التمرد
الطفل الذي يتعرض للتحرش لا يحتاج محاكمة أو تشهيرا به فقط يحتاج حضن آمن يشعره بالاطمئنان والحنان يحتاج الي من يسمع ، ويصدق، ويحتوي.
من المسؤول؟
المسؤولية مشتركة بين:
الأسرة: الحوار، التوعية، والمراقبة بدون ترهيب.
المدرسة: أن تكون مساحة آمنة وليست بيئة للتسلط أو الصمت .
الإعلام: معالجة الملف بجرأة بعيدًا عن الإثارة.
القانون: تشديد العقوبات وتسريع إجراءات التقاضي.
لكن أول خطوة تبدأ منا نحن… من طريقة تعاملنا مع الطفل، من قدرتنا على احترامه والتعامل مع جسده باعتباره ملك له وحده.
لا مزيد من الصمت
علينا أن نكسر دائرة الخوف.
علينا أن نعلم اطفالنا منذ نعومة أظافرهم معني اللمسات الخبيثة .
علينا أن نعلمهم كيفية المحافظة على الأماكن الحساسة في أجسادهم .
علينا أن نعلمهم الرفض والمقاومة وكسر حاجر الخوف تجاه اي شخص يحاول العبث بأجسادهم .
علينا أن نعلمهم الجرأة في كيفية حماية الاستغاثة بأقرب شخص محل ثقة إذا تعرض للتحرش أو الاعتداء ولا يترك نفسه عرضة للمنحرفين
دور الأسرة والمجتمع والمقربين من الأطفال كبير في كيفية حماية حقوق الطفل ووضعه في دائرة الضوء حتي لا يكون عرضه للاعتداء دون أن نعرف
وسواء كان صبيًا أو فتاة
أن جسده ملك له وأن أي لمسة خبيثة و غير مريحة يجب أن تُقال، ويُبلغ عنها فورًا.
وأن نفهم نحن الكبار أن حماية الأطفال ليست خيارًا، بل واجب أخلاقي وإنساني ومجتمعي
ومن هنا ادعوا رجال القانون والمشرعين الي تغليظ عقوبة المتحرش أو المعتدي علي براءة الأطفال دون شفقة أو رحمة حتي وان كان حدث فمن يرتكب هذه الجريمة الشنعاء يستحق أقصي عقوبة حتي وإن كانت الإعدام
ولابد أن يواجه بمنتهي القسوة ولا تأخذكم به رحمة ولا شفقة أنه يستحق البتر حتي نتخلص من هذا السرطان الذي انتشر في جسد المجتمع المصري




































































