بقلم/ عاصم عمر
نقول أننا علمنا العالم ، وأن الدول المتقدمة ما أتت بعلومها إلا من خلالنا ..
كلمات جميلة وتريح نفوسنا ، وتجعل من أرواحنا نافذة على الإرتياح وهدوء النفوس والقلوب ، لتعوض النقص الكبير فينا ..
نعود بالتاريخ العربى بكامله ، والمصرى والإفريقى ، لنجد أن العرب كانوا يعيشون في صحراء وليس لهم من أمرهم إلا الأغنام وحياة الجهل والغرور ، ولم تسعى أى من دول الغرب لإستعمارها لعدم وجود منافع فيهم ..
وتاريخ مصر الحافل بآلاف السنين وتقدم الفراعين ، إن دل فيدل على الجهل والعبودية ، حيث لم يحكم مصر إلا المستعمرين حسبما ورد بتواريخ هؤلاء الألهة التابعون لغيرهم في حكم فئة الشعب المغلوب على أمره ..
وتلك افريقيا أهل الغجر الذين لم يصبح لهم قيمة إلا بإيمانهم بوحدانية الله وأن محمد رسول الله ، وقويت شوكتهم بالعمل على ما يرضى الله ووصولهم الى الأندلس وكثير من مواقفهم لنصرة الحق جل في علاه ..
يفخر العرب بأن الرسل والأنبياء هبطوا بأراضيهم وأنهم أهل البركات ، ونسوا أنهم المتجبرون أهل الجهل والضلال والعناد وأن الأنبياء والرسل ما هبطوا إليهم إلا لشدة جرائمهم في البقعة المباركة من هذه الأرض ..
آمن المحيطون بالجزيرة العربية من غير العرب بمجرد سماعهم لكلمة التوحيد عن قناعة ، وفى أوروبا وغيرها ..
ما الذى قدمه العرب للعالم سوى أنهم نقلوا رسالة الله في الأرض فكانت نصرتهم ، ثم عادوا ليتعلموا من المستشرقين أصول اللغة العربية وتفاصيلها الفنية من فنون مختلفة لقواعد اللغة العربية وأدابها ..
يدعى كل من تحدث بالعربية أنه أسطورة لم يكن لها مثيل ، وتجاهل أو جهل بالفعل أن اللغة العربية تراخى من حروفها أصلها ، يدعون أن الترجمات الغربية أثرت في الأدب العربى وأن تاريخ الأدب تحسن وتطور وتناسوا أن أصول اللغة العربية بهذه الترجمات الأدبية تراجعت كثيرا على مر الأزمنة التقدمية حسب تعبيرهم ، كما حصروا مدى التقدم من الترجمات على الجانب الأدبى وتاريخه ، في حين أن الترجمات على مر العصور أفادت العرب في كافة المجالات العلمية التى تخلف عنها العرب ، وحتى الأن ما أدركوا منها سوى الجديد من المنتج الأجنبى الإستعمارى ، ولم يتخذ العربى من أسباب العلوم ليتطور ويعين أوطانه العربية والإسلامية ..
وفق الله غير المسلمين لنتائج ما يتخذونه من أسباب وهو يدل على أن الأمر بالأسباب لكل البشر وأن التوفيق هو من أمر الله القريب للعباد ،، قال تعالى ( فَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ – 63 ) هل ضرب العصا على الماء يفرقه بهذه الصورة ، إنما هى من أمر الله وأمره بأن يتخذ السبب .. ومن أمثلة ذلك الكثير ..
نجد شباب وفتيات المسلمين يتخذون من حياتهم سبباً مباشر لفقدان مستقبلهم بسطحية نظراتهم للحياة ويظنون أن المجتمع الإسلامى ما قدم لهم ما يتمنون ، فهل أتخذ منهم بالسبب ليحصل على ما يتمنى أو يطمح له ، كل امرأة تعلن أنها ضحية الصبر وضياع أحلامها بسبب زوج ملعون ، وكل رجل يعلن أنه أضاع عمره مع من لا تستحق هواه ..
كيف يمتثل مجتمع وجيل يخرج منهما وكل منهما بدلآ من أن يشد كلاهما بعضد الأخر يريد أن ينتقم من الأخر ولا يأخذه من رحمات الله به وصل ، ويتناسون ما بينهما من إفضاء وبركة الله ولو للحظة ..
ليعلم الجميع المعتمد على ضياعه بسبب عدم توافر الإمكانات ، أن الله يحاسب العبد بمجرد بلوغه سن الحلم ، وليس بلوغه الواحد والعشرون عامآ من عمره ، فابتعد عما يذهب عقلك وفكر بموضوعيه وقدم أسباب وصولك ولتدرك أن التوفيق من الله بعد حصولك على السبب ..
شخص مطرود من بلاده سيراً على الأقدام خائف من القبض عليه والقتل متعب جائع اسمه نبى الله موسى ، بكل أدب وتواضع رغم العناء والقهر والفقر ويجد فتاتان ضعيفتان لا تستطيعان السقيا بوجود الرجال الأقوياء على الماء ، فيتقدم من بين الرجال ويقضى لهما حاجياتهما من الماء دون مقابل .. فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ – 24..
ألم يتخذ مجتمعنا من تلك الرواية وغيرها الكثير من أخلاقيات التعامل والتعاون والأخذ بالأسباب الحقيقية والتوجه الى الله فيما نرجو موقنين بأن الله ينصرنا بقبوله لنا ..
الى الجميع ، لا تفخر بنسبك ولا بأن أجدادك أصحاب عهد ، لا تتهم أهلك بأنهم مقصرون معك ، بل أعمل وكن فخوراً بعملك المتوج بالتوكل على الله جل فى علاه ..
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ..
Asem R Omar وشخص آخر
أعجبني
تعليق