الترند المشهور وخراب المعمور
مقال بقلم /عبير عبد الرحمن
مكتب البحيرة
العلاقات الإنسانية مهمة جدااا وكلما زاد الذكاء الإجتماعى ورَقَت العلاقات ترتفع مكانة الفرد فى المجتمع ومن أسمى وأعز العلاقات الإنسانية علاقة الزواج الذى حدد الله عز وجل قواعد تلك العلاقة من فوق سبع سماوات حيث قال سبحانة وتعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)صدق الله العظيم .
وأن الزواج ليس علاقة إجتماعية فقط بل إرتباط نفسى عاطفى عقلى جسدى إجتماعى مادى روحى مقدس . العلاقة التى جعلتها إعلاميات الفضائيات الباحثات عن الشهرة والترند المشهور الذى حطم القيم ورفع الرِمم وهدم البيوت العامرة مهزلة بكل المقاييس. فإحداهن تحرض المرأة على الرجل وتشعل حرب بين الزوجين بتحفيزها للنساء لتلغى بذلك عماد تلك العلاقة التى وصفها الله عز وجل بالمودة والرحمة والأخرى تبتذل وتهين العلاقة بمذلة ومسكنة المرأة التى أعزها الله وأوصى رسولة فى حجة الوداع أمته بالنساء خيراً ألا وهى الوصية الغالية من رسول كريم أهانتها وجعلت من الرجل إلاهاً بما يتنافى مع قواعد الإسلام وأعادت بآرائها المرأة إلى الجاهلية وزادت من غرور وتعالى المرضى من الرجال .
ألا تدركن أن العلاقات وخاصة الزواج يديرها بعد الدين والأخلاق والعادات والتقاليد المواقف والنوايا والأحاسيس وأن ما يقبله شخص قد لا يتقبلة الآخر حتى ولو مباح لذا فمن الذكاء الإجتماعى أن لا ثوابت فى أى علاقة غير الإحترام المتبادل والثقة وما غير ذلك يتغير بتغير مجريات الحياة وأن خبرات الآخرين لا تفيد فى العلاقات إنما كل علاقة لا يشكلها إلا أطرافها وظروفهم وطباعهم وأن ما ينطبق عليك ليس بالضرورة أن ينطبق على غيرك ولنجاح أى علاقة لابد أولاً أن يعلم أطرافها أدوارهم ويلتزم بها وأن على كل من الطرفين بذل الجهد والتنازل من أجل إنجاح تلك العلاقة وأن علاقة الزواج خاصة لابد فيها من إتباع فروض وقواعد الدين الذى ألزم الرجل بالقوامة وألزم الزوجة بالتباعية الإجتماعية رغم أنه جعل لها زمتها المالية ودللها بوجوب حفظ مكانتها الإجتماعية فى المهور والخدمة المنزلية وعند الإنفصال حافظ على حقوقها المعنوية والمادية.

أعتقد بصفة شخصية وعن إقتناع أن التفتح الثقافى والتطور الإعلامى وتطبيقات التواصل الإجتماعى قد ساهمت بنسبة كبيرة فى ظاهرة إنتشار الطلاق فكل طرف يبحث فى العلاقة عن صورة ثابتة رُسِمت له من الإعلام والإنترنت أياً كانت الصورة التى إنجذب لها سواء العلاقة المبنية على الندية أو المبنية على السيطرة التامة من احد الطرفين فلن يجدها طبق الأصل فيصطدم بالواقع ويعجز عن تحريك الأمور لأنه أوقف فكرة فى إتجاه تلك الصورة الوهمية التى صُدرت له من قبل الباحثين عن الشهرة فتفشل العلاقة لذا نهيب بالمسئولين توعية وتدريب الشباب من الجنسين المقبلين على الزواج بندوات ومحاضرات لكيفية إختيار الشريك المناسب وكيفية إدارة العلاقة لتقليل معدلات الطلاق فى مصر كما نهيب بهم مراقبة البرامج التليفزيونية وعرض المحتوى عل المختصين نفسياً ودينياً قبل عرض ذلك المحتوى على الناس وكذلك تحديد الفئة العمرية لمشاهدى تلك البرامج وزيادة التثقيف والتوعية الدينية فى أمور الزواج خاصة لما لتلك العلاقة من قدسية وأهمية فالأسرة عماد المجتمع إن صلحت صلح البناء المجتمعى وأنتج نسيج متجانس يفيد الوطن ويتقدم به نحو مستقبل مشرق .