التقييم المميكن ونتائجه المبهرة
مابين
موضوعية الآلة وتساهل المقييم
كتب د. محمد توفيق
لا اذكر انني حصلت كطالب على الحد الاقصي في أي مقرر درسته أي (20/20)
لاسيما خلال المرحلة الجامعية رغم انني كنت أول دفعتي بالكلية
وكانت معظم تقديراتي ممتاز(¬≥ 18) ،وبذات الكيفية لا أظن انني أعطيت طالبا ممن درستهم – وهم كثر- هذه الدرجة النهائية
اللهم إلا عددا من الطلاب لا يزيد عن عدد أصابع كفة اليد الواحدة ،
وذلك منذ تعيني بالجامعة حتي كتابة هذه التغريدة لاسيما أيام الامتحانات المقالية .
وقد يكون ذلك مبرره طبيعة المقررات التي كنا ندرسها، وأصبحنا ندرسها لطلابنا فيما بعد والتي يصعب ان يحقق فيها الطالب الدرجة الكاملة
لكون إجابات هذه المقررات تجمع غالبا مابين الكتابة والرسم والجدولة والتنسيق والتنظيم والإبداع ؛
وبالنسبة للأخيرة فان تقيمها تقيما كميا وبدقة متناهية أمر صعب لكونها الإبداع جانب نسبي .
الي جانب انني لدي قناعة راسخة ان حصول الطالب على الدرجة النهائية يعني الكثير والكثير
وكي يحقق هذا المرتقي الصعب لابد له ان يستوفي كل ما هو مطلوب منه من جوانب موضوعية وشكلية فى إجابته وان يكون ملتزما التزاما حرفيا
وموضوعيا وشكليا خلال أيام الدراسة، وانه يؤدى كل ما عليه و ما يطلب منه بإتقان شديد ،
وان يكون فى قمة الالتزام بكل ما تحمل الكلمة من معني ، والاهم من كل هذا وذاك وبالإضافة إليه
هو ان يأتي الطالب بما لم يأت به زملائه بالدفعة ، وان يضيف أشياء جديدة فى إجاباته؛
لم يتعرض لها المحاضر فى محاضراته ؛ تستوقف بدورها المصحح وتبهره وتسعده ،
وأظن ان بعض من هذه الأمور أضحت من الأمور الصعبة جدا ، بل أصبحت من الأمور التى تندرج تحت مجموعة الغول والعنقاء والخل الوفي
لاسيما فى هذه السنوات الأخيرة و التي لم يعد فيها غالبية الطلاب طلابا .
ومع ما شهدته أنظمة التقييم من تغيير والتوجه نحو الطريقة الموضوعية فى الأسئلة والتقييم فقط –
دون غيرها من الطرق الاخري أصبح حصول الطالب على الحد الاقصي من درجة الامتحان التحريري امرا شائعا – دون تدخل مباشر لأستاذ المقرر
وان كان دوره عير المباشر فى ذلك واضحا من خلال وضعه لامتحان سهل ومباشر وبسيط
وتنادي فيه الإجابة لتقول للطلاب انا هنا – اختاروني !!!!!!
ولكن اذا كان ذلك ممكنا فى الامتحانات الموضوعية بنهاية الترم
فهل ينطبق ذلك على الجزء الآخر من تقييم الطالب فى كل مقرر واقصد به ما يعرف بأعمال السنة والتي تضم امتحانات متعددة ومتنوعة
(مقاليه وتكليفات وحضور) خلال فترة دراسته ..الخ ؟؟؟؟
لذا فأنني أدعو الزملاء الذين يحصل طلابهم علي( 100/100) لديهم من مراجعة النفس تماما
كي لا تفقد الدرجة قيمتها ومعناها وفى ذات الوقت عليهم عدم التردد فى إعطاء الطالب( 100/100) لمن يستحقها عن جدارة –حتي لا يضيع اجر من أحسن عملا .
كما اتمني ان نعيد التفكير مرة اخري فى طريقة الامتحانات وتقييم طلابنا
والا تقتصر هذه الطريقة علي طريقة واحدة وهي الطريقة الموضوعية ، بل لابد من الجمع فى التقييم بين اكثر من طريقة حتي يتسني لطلابنا من الاستفادة التامة وتحقيق ماهومستهدف من العملية التعليمية .