كتبت : ندى بوقراجة
الجزائر حزينة …..
الوطن قصة مزاجية تارة بين الفرح تهدئك و تارة بين الهدوء تفرحك… جزائر يا أرقى الاوطان عجزت كلماتي الهزيلة ان تعبر عن ماذا تعشين الآن؟ فيروس كورونا… حرائق… الهجرة… ماذا حدث لك يا أرض الشهداء؟ ماذا اصابك يا أرضي في شهر نوفمبر شهر الثورة؟
وطني يئن من فيروس كورونا الذي جعل الشعب الجزائري يعيش هذه الخبرة بألم نفسي، بفقدان، بحزن، فبحكم التجربة الطويلة التي عاشتها الجزائر في تاريخ الحروب العنيفة، تصارع بلادي عدو قوي جديد، ليس موروث من الاستعمار القديم، و لا يمتلك شيفرة الحمض النووي، و لا ينحدر من جيش الرومان، وطني يحارب في عدو لا يرى بالعين المجردة، عدو أصم يدمر الشعوب بصمت، ويشل المدن و الأوطان.
و رغم القلق الذي ينتاب وطني الناتج عن خوفه من تفشي الفيروس بين أبنائه، الا انه متفائل. فوطني يبكي وهو يشاهد شوارعه و مقاهيه فارغة، وموانئه و طائراته الجميلة مهجورة، ثم لا شك أن الحجر يزيد القلق والحزن لينذر بأن خطرا يعيش وسطنا الذي يساوي بين البشرية، وأن الجهاز التنفسي هو نفسه في صدور البشر في جميع القارات، و لا يفرق بين لون و لغة و دين… فرغم هذه المرارة التي تعيشها ارضي الا انها تبتسم سائلة من المولى أن يحميها و يرفع عنها البلاء
الجزائر تمتلك مناظر خلابة و أجملها غروب الشمس… بلدي جنة فوق الارض… اين هذه التعابير في الواقع؟ وطني الآن مجروح و هو يرى طبيعته الجذابة تحترق في آن واحد من باتنة، تيزي وزو، تلمسان… أراضيه الخصبة تشتعل لتخلف آثار ضارة، لتقتل مرضى الكورونا، مرضى الربو… آه يا وطني أرى بعض أبناءك يريدون الانتقام منك و كأنك عدوهم… الجزائر حزينة… الجزائر مجروحة… الجزائر تبحث عن ابناء يعملون بصدق… وطني يبكي بصمت و لا يشعر به الا أبنائه الأحرار
أرضي هنا في الطارف، أرضي هنا في وهران، أرضي هنا في ادرار. اعلم يا وطني انك مصاب بأبناء عاقين من لصوص، فاسدين، و متخاذلين. فما اصعب شعور الأب و هو يرى عقوق أبناءه بعدما احتواهم بكل حب و قدم لهم الكثير و حين احتاجهم تركوه يبكي ألما… دموعنا تخنقنا حزنا يا جزائر و انت في ساحة المعركة كالأم تتحمل كل الألم من أجل ابناءها
جزائرنا متعبة… فلنمنحها صدقنا و اخلاصنا دون مقابل يكفي اننا نعيش في وطن الامن و الأمان يحسدنا عليها القاضي و الداني
فصبرا يا جزائر… أبناءك البارين سينتصرون قريبا
فسلاما على كل من يسعى ببناء وطننا من عامل نظافة، من استاذ، من طبيب، من مسؤول
و سلاما على كل من يبني ليكبر وطنه
و سلاما على كل من أعطى للبلاد دون أن يأخذ
و سلاما و رحمة على شهدائنا
و سلاما عليك يا جزائر الحبيبة، تيقني انك ستظلين في القلب للممات
تحيا الجزائر و اللهم ارفع عنا الوباء


































































