الحلقة العاشرة : مالاتعرفه عن حرب أكتوبر 73

بقلم عميد أ.ح/احمد عبدالله 

الحلقة العاشرة : مالاتعرفه عن حرب أكتوبر 73

عندما وصلت مركباتنا المدرعة الى مشارف جبل المر نزلنا منها مسرعين وأصف لكم هذه المنطقة من سيناء لتعرفوا شجاعة واقدام الجند المصريين .

جبل المر هو عبارة عن أرض صخرية مرتفعه عن ساحل البحر بحوالى 300 متر وهو عبارة عن كتلة صخرية تحيط بها الكثبان الرملية من جميع الجهات ولمسافات كبيرة ويبعد حوالى 15 كم من الضفة الشرقية لقناة السويس ، وهذه الكثبان هى عائق طبيعى لتقدم العربات والمركبات المدرعة والدبابات .

وكانت القوات الاسرائيلية تحتل مربض نيران للمدفعية ذاتية الحركة من عيار 155 مم خلف الجبل ويوجد مدفعين انجليزى 8 رطل والقوة البشرية تقريبا” سرية مدفعية وفروا هاربين بمجرد اقتحاما للجبل واحتلاله وتركوا جثة أحد الأفراد ملقاة على بوابة الوحدة الهاربة .

قمنا بسرعة باحتلال المنطقة الخلفية للجبل حتى نحتمى من النيران المنهمرة علينا من المدفعية والدبابات ولكن قائد اللواء الفاتح كريم رحمه الله البطل كان له رأى اّخر ورويت لكم مافعله من اصطحاب طاقمى صواريخ فهد والاشتباك مع دبابات العدو المنسحبة فأصاب احداها وفر الباقى هاربا” .

قمنا باحتلال مواقعنا سريعا” وحفرنا حفر تقينا نيران العدو وكانت حفرتى بالقرب من الضابط حمدى كمال رجب الذى كان من الاسكندرية وكان عريفا” بالكلية وسقطت بالقرب منا فاختبأنا وعندما نظرت اليه وجدته قد أصيب بشظية فى رأسه واستشهد على الفور وهو مبتسم !!!

أما الضابط محمد قنديل فلقد توغل بمركبته للأمام مطاردا” دبابات العدو وعندما أمره الرائد فتحى عبده قائد السرية بالعودة الى موقع الكتيبة وأثناء عودته أصاب مركبته صاروخا” من الخلف فأحرق مركبته واستشهد هو وجنوده على الفور .

وفى هذه المعركة استشهد من كتيبتنا مالا يقل عن مائة جندى وأربعة ضباط وأصيب عدد اخر كبير ولكننا بحمد الله تمكنا من السيطرة على الموقف واحتلال جبل المر وبذلك وصلنا الى أعمق نقطة فى نطاق الجيش الثالث الميدانى وتحققت المهمة الصعبة وللحديث بقية .