الحياة المصرية من القرن 3 الي 7 الهجري
السياحة الصوفية وتوطن المشايخ
(1) السياحة الصوفية
يقلم دكتور : كمال الدين النعناعي
( 5)
علي كل كان الصوفية يسافرون أما فرادي
علي منوال رحلات ذو النون المصري أو ثنائي أو في جماعات من ثلاث أو أكثر
ففي ديباجة روايات السياحة نجد عبارة
لرحلة أحدهم الي اليمن تقول.
(أ نا وأناس معي… )
أما زمن الرحلة،؟
فقد يطول، وقد يقصر.
وغالبا ما يكون هدفها لقاء المشايخ لتحصيل العلوم الاستزادة من المعرفة واستنباط جواهر الحكمة من علم العارفين بالله
. أولئك الذين تحققوا من صفات الله
وصدقوا في معاملاتهم وأجتنبوا الاخلاق الرديئة،
واعتكفوا وناجوا ربهم، وصار بعضهم محدثا من قبل الحق بتعريف أسراره فيما يجريه من تصاريف أقداره
عند ذلك يسمي الواحد منهم (عارفا)
وتسمي حالته ( معرفة)
وبجانب السياحة الخارجية التي كانت تحدث بين الاقطار والامصار،
جرت أيضا سياحات داخلية.
حيث كان الصوفي يسلك الطرق الجانبية وهو يسير في ممشاه لأسباب صحية،
بغرض ان يريح نفسه من عناء ممارسات التنسك و الرياضة الروحية حيث يتعرض
الصوفي لتقلبات في مشاعره منها…..
الانزعاج من أثر المواعظ في قلبه..
ومنها الفيض ( حال الخوف في الوقت)
ومنها الوله ( أفراط الوجد)
وذلك حسب الوارد ( ما يرد علي القلب من الخواطر)
فيسير حذو شواطئ الانهار كنهر النيل ونهر
دجلة وقنوات المياة والبحار للتريض النفسي والترويح.
وحسن الصحبة، كان من دوافع السياحة
الصوفية
فتذكر مؤرخنا القشيري رحلة طويلة ثنائية
طالت لأجل حسن الصحبة..
قام بها الشيخ أبو الحسين المصري /لم يذكر اسم صاحبه،
ورد ذكره في كتاب الطبقات الكبري
ويذكر عن هذا الصوفي أنه أختلف مع زميل له في بدء السفر معا من منطقة طرابلس…. ثم أفترقا!؟
وربما كان سبب طول مدة السفر متعة تفقد البلدان حال دخولها وعند التعرف علي
أهلها…
فقد أستمر سياحة الصوفي الشيخ جلال الدين الأقصري خمسة عشر عاما.
ثم قرر بعدها الاقامة في هذا البلد
هذا بجانب الدوافع الشخصية للسياحة والتي
غالبا ما تكون من تلك الحميمية التي تربط بين المشايخ تعبيرا عن الوفاء بين الاجيال
ففي أواخر القرن الثالث الهجري مثلا خرج
الشيخ الصوفي أبو عبد الله محمد بن اسماعيل المغربي في سياحة يؤثر أن يكون دفنه بجوار مدفن أستاذه،
فكان قبره علي جبل طور سيناء بجوار قبر أستاذه،
كان دافعه حبه لشيخه..
ومن المعروف هذا الشيخ هو أستاذ،
الشيخ ابراهيم بن شيبان.
وتلميذ الشيخ علي بن رزين..
عاش مائة وعشرين سنة، ذكره مؤرخهم
القشيري في رسالته…