الحياة المصرية من القرن3 الي 7 الهجري
السياحة الصوفية وتوطن المشايخ
(1) السياحة الصوفية
بقلم د. كمال الدين النعناعي
تزداد عمق دراسة ظاهرة اجتماعية اذا أخذنا في الاعتبار الأسس الجغرافية لهذه الظاهرة.
من ناحية أخري فان أستمرار ظاهرة أجتماعية لابد أن يتوقف علي مدي شعور المجتمع القائم بضرورة تواجدها في ذلك الحين.
ويعود ذلك من وجهة نظرنا الي ما كانت تؤديه ظاهرة السياحة من روابط أجتماعية
وسبق ان أشرنا في مدخل هذه الدراسة عن الرابطة القومية العابرة لأقاليم سلطة الخلافة الاسلامية
ويرجع الأداء القومي لجماعات الصوفية الي تعدد مدارسها وتنقل فرق من جماعاتها
المتعددة الموطن عبر طرق السياحة، ومن
ثم صار أنتماءاتها وولائها الفكري الي معلم من المشايخ بعينه دون آخر
بعد أن ذاعت شهرته وأبهر مريديه بكراماته وحصافة أرشاداته السلوكية وقيادته الجهادية، وغالبا ما يكون من غير سكان الاقليم الذي
يعيش فيه من يتبعونه..
وقد يتوطن بين طلابه في موطنهم ويلبث
فيهم الي ان يموت فيدفن في موطن مريديه
فنجد في مصر من بين صوفية مصر من ينتمون روحيا الي مشايخ من كل بيئات العالم الاسلامي..
والعكس كذلك يوجد متصوفة في بلاد العجم من فرس وهند وغير ذلك ينتمون
الي مشايخ مصر والصالحون الإصلاحيون
فيفدون الي مصر ويتوطنون في مصر
بصفة دائمة أو متقطعة الي حين فتمتد
العلاقات الاجتماعية بين مختلف الجنسيات من بقعة جغرافية الي بقاع أخري من العالم الاسلامي
وعلي سبيل المثال الجماعة الشاذلية وجماعة الرفاعية وجماعة القادرية.
وكثيرا ما كان يجمعهم صوان ضيافة مخصص للرحل مثل الزوايا والربط والخنقاوات..
وبالمثل تنتقل الأفكار التي تضعها مدرسة
صوفية بعينها الي عدد من الاقاليم الأخري
كمدارس الشاذلية والرفاعية والقادرية أو
القلندرية..
ودعاة المدارس الصوفية الذين جاءوا مصر من المغرب والعراق وايران كان سبيلهم اليها السياحة..
واذا كنا نشير الي رأي بعض الباحثين الذي يقول كلما كانت البيئة ذلولا تضاءل الحافز علي قيام الحضارة؟
فانه لا يدهشنا كيف جذبت الصوفية علي مسرح الاحداث في مصر حوالي بداية القرن الثالث الهجري ونحن نجد هذا الكم الهائل من الروايات التي يحكيها الذين يتجولون في الصحراوات وهم ينقلون اخبار ما كان يحدث..
وكانت سيناء من البقاع التي لقيت عناية
المؤرخين الجغرافيين الذين وصفوها بقولهم هي أرض رمال وأرض صلبة ويوجد بها نخيل وعيون قليلة…
فمن المعروف أن سيناء شبه جزيرة مثلثة
الشكل يفصلها عن الصحراء الشرقية خليج السويس مساحتها 161 ألف كيلو متر مربع
ويخترق وادي التيه في القسم الجنوبي
وهذا القسم سلاسل جبال جرانيتية ألوانها
نارية…
وبها مكونات اجتماعية حضرية حيث تعيش عشائر العديد من القبائل العربية
أهمها العليقات، ميزنة ، العوارمة، ابوسعيد
الحبالية، القرارشة وهم ينحدرون الي قريش وزعيمها يعتبر شيخا لعرب الطورة


































































