الرفق واللين منهج إسلامي رفيع
بقلم عبد الناصر نسيم امين
فبما رحمة من الله لنت لهم
ولو كنت فظا غليظ القول لأنفضوا من حولك..
إذهبا إلى فرعون انه طغى.فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى…
ان الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه..
الرفق…هو اللين ومضاده العنف
وهو لين في القلب وقول يخاف الرب وفعل سهل يجعلنا نحب ونتحاب ..
قال ابن حجر..الرفق هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالسهل..
قال تعالي…” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القول لأنفضوا من حولك”..آل عمران ١٥٩..
وقال تعالي ..”وإخفض جناحك لمن إتبعك من المؤمنين.”.الشعراء٢١٥
وقال تعالي أيضا
” إذهبا الى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى”
طه ٤٣.٤٤
وقال الرسول «ص» إن الله يحب الرفق ويعطي علي الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه
وقال الرسول«ص»..بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا
وقال الرسول«ص» من يحرم الرفق فقد حرم الخير كله.
وقال الغزالي…الرفق محمود ضده العنف والحدة والعنف ينتجه الغضب والفظاظة.
والرفق واللين ينتجه حسن الخلق…
وقال سيدنا عمر…لا شئ احب الى الله ولا أعز من حلم إمام ورفقه.
وليس شئ أبغض إلى الله ولا أعظم من جهل إمام وخرقه.
وقال سفيان الثورى..أتدرون ما الرفق..هو أن تضع الأمور فى مواضيعها…
الشدة في موضعها، واللين في موضعه،
والسيف في موضعه، والسوط في موضعه.
وقال الرسول«ص» من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخيرومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير.
وقال الرسول «ص» إذا أراد الله بأهل بيتا خيرا ادخل عليهم الرفق..
وقال عروة ابن الزبير…الرفق رأس الحكمة.
وقال ابن القيم…من رفق بعباد الله رفق الله به ومن رحمهم رحمه الله ومن أحسن اليهم أحسن اليه.
ومن عامل خلقه بصفة عامله الله بتلك الصفة في الدنيا والأخرة.
الرفق ما أحوجنا إليه في دنيا قست علي أصحابها
فتراحموا ولينوا قلوبكم. وأخلاقكم
وتعاملاتكم وبيوتكم بالرفق
فما يدرك بالرفق لا يدرك بالعنف
ألا ترى أن الماء علي لينه يقطع الحجر على شدته
وإن لم تكن رفيقا فتصنع الرفق حتى يستقر في قلبك وكيانك.
واعلم أن من يحرم الرفق يحرم الخير كله
وقلوبنا كالأزهار يطيب عطرها حين تسقي بماء الرفق
والحياة اسلوب ولين ورفق
فعندما جاء شخص يسأل الأمام الغزالي عن حكم تارك الصلاة.
قال حكمه أن نأخذه معنا إلى المسجد..
ماأعظمك من دين وماأروع تعاليمك..
دين يدخل إمرأة النار بسبب هرة
ودين يدخل رجل الجنة بسبب كلب.
وقال الرسول «ص» ألا أخبركم بمن يحرم على النار وبمن تحرم عليه النار
علي كل قريب هين سهل.
والرفق هو أن تمسح دمعة تلك العيون الباكيات وأن تطيب خاطر تلك القلوب المنكسرات
وأن تفرج كرب كل الحزينات.
والرفق..
عندما نجد الدموع صارت فرحا
والإ بتسامة علت الوجوه
فحتما هذا هو الرفق في أبهى صوره.
وقال ابن عمر..العلم زين والتقوي كرم والصبر خير مركب
وزين الإيمان العلم وزين العلم الرفق وخير القول ما صدقه.
والرفق بالأنثي هو أجمل الرفق وأعظمه
قال الرسول«ص» إنما النساء شقائق الرجال.ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن إلا لئيم.
فما أجمل الرفق بهن..فوالله ما عظمت البيوت إلا بهن وما إمتلكها السكينة إلا بإكرامهن وما ساد الحب إلابودهن
فرفقن بهن تنال قلبهن وتسكن حياتهن
فكفانا غلظة وفظاظة وقسوة فوالله ما لهذا خلقنا
وما لهذا امرنا
وما لهذا دعونا.
فإنهن المؤنسات الغاليات الشريفات العفيفات
الطاهرات .
فلا تقسو عليهن فإن الجنة لهن وتحت أقدامهن.
ولا تنالها إلا بإكرامهن.
كفانا قسوة صرنا نتشاكس ونتعارك لأتفه الأسباب
ما أنزل الله بها من سلطان
كم دعانا ديننا إلى المودة والسكينة والرحمة.فهجرناها
بل الأقسي من ذلك
صارت السكينة هي من تبحث عنا.
وللأسف بلا فائدة..

فعلينا بالرفق..
إنه يوحد ولا يفرق
فما أجمله وما أجمل أهله
به تدوم المحبة وبه تدرك المقاصد
فما يدرك بالرفق لا يدرك بغيره
ومن لانت كلمته وجبت محبته.
دكتور /عبدالناصر نسيم أمين
وكيل وزارة الأوقاف سابقا