كتب : فهيم سيداروس
الروح تميل و النفس لمن يفهمها، ويميل القلب لمن يعرف خفاياه ويفتح أبوابه المغلقة، إننا ضعاف بالفطرة إلا من قواه الله، نميل إلى حيث تجد قلوبنا راحتها — لمن يحتويها ويرفق بها — لمن يجدد فيها الأمل إذا أعطاكم الله مفتاح قلب فأحسنوا سكناه، فالقلوب كالبيوت تبتهج لمحسنها وتنكسر لمهملها.
عندما تجد فتاة صغيرة تبذل ما في وسعها لمساعدة أبيها، أو زوجة لا تحب الشاي لكنها تتذوقه قبل أن تقدمه لزوجها، أو أما تعطي إبنها أفضل قطعة كيك، أو أخاً يراسل أخته كي يتأكد أنها وصلت بيتها، أن الحب ليس شابا يمسك بيد فتاة ويتجولان معا، الحب هو الإهتمام أينما وجد
تميل النفوس للشخص السمح، الهين، الليِن، ذو الروح المنبسطة الطيبة، الذي يحول الأمور الصعبة إلى يسيرة.. الذي يبتعد عن العقد والتعقيد.. ويشعر من حوله بأن الحياة أكثر رحابة واتساعا وسهولة .
إذا سألتم يوما فاسألوا الله أن يضع من أمثاله الكثير في دروبكم، النفس تميل لمن يدللها و يهتم بها ويقدرها و يحتويها ويحنو عليها ويحسن، النفس تميل لمن يحسن إليها فلا وصال لمن بالوصل قد بخلو !.. إليها ولا يسئ عشرتها ولا ينتقص من قدرها، النفس تميل لمن يحبها.
هل تستطيع أن تحبني حين أكون خائفا؟.. هل تستطيع أن تحبني حين أكون مجنونا؟.. هل تستطيع أن تحبني حين أكون حزينا بائسا ومملا؟..هل تستطيع أن تحبني حين لا أحب نفسي؟
يجب عليك أن تعرف بأنني لست في سعادة دائمة فإنني الروح مرهقه ، وبأن المرء تأتيه لحظات لا يستطيع أن يتحمل ذاته يريد فقط الهدوء والصمت، اليوم أدركت حقيقة أن من يحبك ويريدك فعلا سيبقى مهما حدث، أن الذي يريد البقاء بجانبك سيبقى و لن يمنعه شيء عن البقاء معك، الذي يريدك سيبقى رغم الحزن والكوارث والألم والخيبات والمشكلات التي لا تنتهي.
الذي يريدك لن يمنعه شيء من البقاء بجانبك إلى الأبد !
تشبث بالذين يجعلون منك شخصاً أفضل، الذين يحفزون طموحك، وينعشون روحك، تشبث بأن تكون وسطا بين الإقتراب والإبتعاد ..
لا بعيدا تنسى، ولا قريبا يكتفى منك .. لا ثقيلا يستغنى عنك، ولا خفيفا يستهان بك، أبق متزنا معتدلاً .. ولا تكن مهتما حد الإختناق، فالقفص مهما كان جميلا، لا يلغي حنين الطير للحرية.
خلف الإهتمام تختبئ كل معاني الحب، ليس كل من قال أحبك يهتم لأمرك، بل كل من يهتم بك ثق تماما بإنه يحبك.
قدم الإهتمام قبل الحب تكسب الحب ومن تحب..الذين لا يخيبون ظنك، إلتصق بأولئك المفعمين بالأدب بالضحكة دون سبب.. الذين يغنون رغم بشاعة أصواتهم.. أولئك المستمتعين بالحياة،
أصحاب السعادة.. فالسعادة معدية.
الإهتمام لا يطلب.. إذا قصرت في حقي يوماً.. إذا لم تحادثني وتطمئن علي يوماً ، إذا لم تريني حبك يوما.. إذا حادثتني ببرودك.. إذا لم تخبرني أنك إشتقت إلي.. إذا عاملتني بمزاجك المتقلب.. إذا قرأت كلماتي وتجاهلتني.. إذا إنشغلت عني لن أسألك لماذا سألتزم صمتي وستراني أبتعد من بين يديك.
حين يتعلق الأمر بإختيارك أنا لا أريد أبدا أن أكون الشخص المناسب، أو لأنني الخيار الأفضل، أو المتوفر و المتاح، أريد أن أكون الشخص الذي تختاره وتصر عليه رغم كل السوء الذي تراه فيه .
