كتبه الاخصائي النفسي والتخاطب
محمد ابوزيد عثمان
إن السلوك العدواني لدي الاطفال يظهر عند النظر الي تعريفه على أنه
يشتمل على الأفعال والتصرفات السلبية اتجاه الآخرين أو اتجاه نفسه
فقد عرفه خالد عز الدين (2010) على أنه :”تصرف سلبي يصدر من الطفل تجاه الآخرين ويظهر على صورة عنف جسدي أو لغوي أو على شكل ايماءات وتعابير غير مباشرة على عدم الرضا منه”.
وبأكثر تفصيل يحدده سيزر Seasar بالاستجابة الانفعالية المتعلمة خلال مراحل النمو وتظهر جلية في السنة الثانية على شكل عدوان وظيفي لارتباطها بإشباع الحاجات الخاصة به.
ويشير الكفافي، وعبد الحميد (1998) على أن السلوك العدواني مظهر من مظاهر الاضطراب النفسي، ويكون مدفوعا بالغضب والكراهية والمنافسة الزائدة رغبة في إيذاء وهزيمة الآخرين.
أشكال السلوك العدواني لدى الطفل
: يمكن تقسيم العدوان إلى عدة أشكال أساسية نذكرها كالتالي:
1- العدوان الجسدي: ويقتصر على استخدام القوة الجسدية اتجاه الآخرين وقد يعتمد في ذلك على وسائل وأشياء هدفها إلحاق الأذى بالآخر أو بنفسه.
2- العدوان اللفظي: ويتم فيه الاعتماد على الألفاظ السيئة والبذيئة التي تشير إلى التهديد كالشتم والسب والاستهزاء بالسخرية والحط من قيمتهم وتوعدهم بإلحاق الأذى بهم.
3- العدوان نحو الممتلكات: ويشتمل على تحطيم وتخريب ممتلكات الغير انتقاما من صاحبها لعدم قدرته على مواجهة هذا الشخص
ونضيف إلى ذلك بعض الأشكال التي وضحها فاروق أسامة (2011) كالتالي:
4- العدوان العدائي: ويكون عدوانا بنية الانتقام من الشخص فيدبر له خطة لإلحاق الأذى به.
5- العدوان الإشاري: وفي هذا النوع من العدوان يتم استخدام لإشارات الاستفزازية كإخراج اللسان وما شابه ذلك
6- العدوان السلبي: ويتمثل في الإهمال الذي يعتبر نوعا سلبي للعدوان والذي يتجسد في اللامبالات بالآخر أو بالموضوع.
7- العدوان الايجابي: وهو جزء من الطبيعية الإنسانية، حيث يتم به التصدي والحماية من الهجوم الخارجي بالإضافة إلى الانجازات العقلية والحصول على الاستقلال الذي يعتبر أساس الفخر والاعتزاز ليبقى مرفوع الرأس أمام زملائه
8– العدوان المباشر: يأخذ العدوان الشكل المباشر إذا وجه بطريقة مباشرة إلى الشخص المعنى
9- العدوان الغير مباشر: عند فشل الطفل في توجيه العدوان بطريقة مباشرة يسعى إلى تحقيقه بطريقة غير مباشرة كتحويله إلى شخص أو شيء ذو صلة بالشخص المعني.
أسباب السلوك العدواني عند الطفل
تتعدد الأسباب الخاصة بالسلوك العدواني بتعدد المثيرات المحيطة بالطفلة فمنها ما هو مرتبط بالعامل الوراثي الجيني ومنها ما هو متعلم ومكتسب من البيئة، وسنحاول فيما يلي الإلمام بجميع هذه المتغيرات كالتالي:
1- الأسباب الوراثية: كشفت أحدث الدراسات أن أهم العوامل والأسباب المؤدية إلى السلوك العدواني ترجع إلى عامل الوراثة حيث تم تأكيد ذلك من خلال الدراسات التي أجريت على التوائم حسب مختار (1999) أن الاتفاق في السلوك العدواني بين التوائم المتماثلة أكثر من التوائم الغير متماثلة
2- الأسباب الاجتماعية: تختلف وتتعدد الأسباب الاجتماعية الخاصة بالسلوك العدواني نتيجة إلى توسع دائرة التفاعلات الخاصة بالطفل ولعل أهمها هو الأسرة من خلال طريقة التعامل وتربية الطفل ونخص بالذكر الأسلوب المتشدد أو الدلال الزائد أو الإهمال مما يعرض الطفل إلى الإحباط والتوتر والقلق وعدم الثقة بالنفس كما يجب أن لا ننفي السمة الخاصة بالعائلة فالطفل الذي ينشأ وسط أسرة عدوانية يكتسب هذا السلوك بطريقة مباشرة، ككثرة الشجارات بين الوالدين واستخدام العنف الجسدي أو اللفظي.
هذا وتمثل المدرسة المؤسسة التربوية الثانية التي يتلقى فيها الطفل مبادئ التعلم وفيها يتم التفاعل وتكوين صداقات الأمر الذي قد يولد نشوء نزاعات وشجارات يضطر الطفل إلى التكيف معها والدفاع عن نفسه، والاستمرار على هذا النمط يولد بالضرورة اكتسابه للسلوك العدواني. كما يمكن لنا تلخيص أهم العوامل الاجتماعية المؤدية لتطور العدوان عند الطفل كالتالي:
– طريقة التعامل التي تعتمد على التشدد والتعصب
– عدم إعطاء للطفل الحرية في التعبير عن آرائه وحاجاته الداخلية
– عدم إشباع حاجات الطفل الأساسية
– مشاهدة الأفلام الكرتونية التي تحتوي على العنف
– تميز الوالدين بالسلوك العدواني وممارس العنف على الطفل
– طبيعة التفاعلات الخاصة بالطفل في المدرسة والتي تتميز بالعداء
3- الأسباب النفسية: يشكل الحرمان والإحباط أحد أهم العوامل التي تولد مشاعر العداء فعدم إشباع حاجات الطفل يكون لديه النقص الذي يحاول تغطيته عن طريق السلوك العدواني، كما يمكن لنا تلخيص العوامل النفسية في النقاط التالية
– عدم الشعور بالراحة والأمان والاستقرار الداخلي
– الشعور بالإحباط و التوتر والضغط المستمر
– سوء التوافق النفسي الداخلي لدى الطفل
انتظرونا في المقال التالى كيفيه التخلص من المشكله.