السودان .. وماذا بعد؟!
كتب : سامى أبورجيلة
ماتمر به السودان الآن ليس غريبا ، بل كان منتظرا من فترة ليست بالطويلة .
من يوم إنفصال إقليم الجنوب عن الشمال ، وأصبحت الأرض السودانية ارض خصبة يتلاعب فيها مخابرات الدول الكبرى ، ويعملون بكل جد وإجتهاد على تقسيمها .
والأدهى من ذلك هو خنوع ، وخضوع حكام السودان لما يحاك لبلدهم ، ورضاهم على تقسيم وطنهم .
وذلك بغية تمكينهم من عروشهم ، وكراسيهم ، وعدم زحزحتهم من مكانهم ، فالمهم عندهم انانيتهم ، ورئاستهم ، وتجريف اوطانهم من خيراتها لمصالحهم الشخصية ، وشراء مصلحتهم وكراسيهم بغية بيع شعبهم ، وتقسيم أوطانهم .
ولكن للأسف بعدما تنازلوا عن كل شئ ( الأخضر واليابس ) وتنازلوا عن كرامة أرضهم ، ووحدة شعوبهم ، بعد ذلك فقدوا كراسيهم ومكانتهم .
وهذا منتظر ومتوقع لكل رئيس يتنازل عن وحدة وكرامة بلده ، ويخضع للمستعمر .
فمنذ متى كان للاستعمار كلمة صادقة!
ومنذ متى كان للاستعمار توجه من اجل مصلحة بلد يستعمرها !
ومنذ متى كان للاستعمار عهد أو ميثاق يتحلى به !
ولكن اى استعمار يأخذ مايطلبه من اى رئيس ، ثم مايلبث ان ينقض عليه إما يزيحه وتكون نهايته السجن ، او يقتله وهى نهاية حتمية لكل خائن لبلده ارتمى فى احضان عدوه من اجل مصلحة آنية ، وهذا مافعله البشير – الرئيس الأسبق للسودان ، وما فعل فيه أيضا .
ثم بعد ذلك يأتى الاقتتال والتطاحن بين رفاق السلاح من أجل مصلحة ذاتية ايضا ، وليس من اجل السودان وشعبه .
ولكن من اجل ايهم يتحكم فى مقدرات تلك الارض الغنية بما تحوى فى بطنها .
والاستعمار يزيد الأمور اشتعالا ( مع هذا مرة ، ومع ذاك اخرى ) من اجل إضعاف الصف ، ثم بعد ذلك يقفز لتقسيم البلاد الى دويلات ضعيفة ، ويعطى لكل فريق من المتقاتلين ولاية ، كما تعطى للجائع لقمة صغيرة لتقويه فيفرح بها .
هذا ماينتظر هذا القطر الشقيق ، وهذا مايصبو اليه أعداؤه ، وهذا ماينتظره .





































































