الشباب ما بين رحي البطالة وسندان مكاتب التشغيل
بقلم رسلان البحيصي
يبدأ الشاب طريقه للبحث عن عمل من خلال اعلانات الفيسبوك وبعض الاعلانات التليفزيونية التي تذاع علي بعض القنوات التجارية، والتي توهم الشباب بوظائف خيالية ورواتب لا يتقاضاها اساتذة الجامعات والتعيين بصورة البطاقة.
ينتهز الشاب البسيط الفرصة ويتواصل مع الاعلان، ويتحدد موعد مقابلة لزيارة المعلن، ويتم اللقاء، ويتم دفع رسم طلب توظيف يتراوح ما بين العشرة والعشرون جنيها، ليتم بعدها مقابلة مدير المكتب والذي يتقاضي مبلغ يتراوح ما بين المائة والخمسون وبين الخمسة مائة جنيها حسب مظهر الشاب ومؤهله، لياخذ الشاب إستمارة لايوجد فيها إلا بياناته وقيمة المرتب الذي سيتقاضاه عن عدد ساعات العمل التي سوف يقوم بها، وعليها توقيعه علي أن المبالغ التي تم دفعها لن ترد لأي سبب.
ثم يرسله المكتب إلي المشرف الذي سوف يسلمه العمل، ليتم دفع مبلغ يتراوح ما بين الخمسون والمائة جنيه مقابل إستلام أستمارة التسكين، السكن غير أدمي لا كهرباء لا ماء ولا حتي شعلة غاز، أما النوم فعلي مراتب قد تكون دمرتها الحشرات، ولأن الشاب قد دفع تقريبا معظم فلوسه، فليس أمامه سوي القبول، وعليه أن يترك بطاقته في المكتب ولن يأخذها إلا في حاله نزوله أجازة.
فلو كان الشاب أختار العمل ستة عشر ساعة، فعليه أن يعمل ثماني ساعات في مكان ثم يتم نقله علي الفور الي المكان الآخر، وطبعا لأن الشاب متوهم أنه سيعمل ستة عشر ساعة إلا أنه يقع في الفخ، فهو يعمل الثماني ساعات الأولي في المكان الأول، ليجد نفسه يعمل أثنتي عشرة ساعة في المكان الثاني، ليكون عليه العمل عشرون ساعة بالأضافة الي ساعة تجهيز وأنتقال قبل العمل ومثلها بعد أنتهاء العمل، ليتحول بعدها الشاب إلي شبه حي، لا صحة ولا مال ولا كرامة في المعاملة، فقد تملكه مورد العمالة وكأنه إشتراه من سوق النخاسة.
ثم تأتي مرحلة القبض ليجد نفسه يحاسب علي نص قيمة اليوم بحجة أن باقي قيمة اليوم مقابل السكن والأنتقالات، بالأضافة الي خصم اليوم بثلاثة أيام اذا شعر الشاب بالتعب، أو خصم بلا داعي بحجة أن مكان العمل هو من خصم قيمة يومه وهذا غير صحيح.
فلا يجد الشاب أمامه سوي قبول ما تحدد له، ليعود إلي بلده بين أهله وعليه أن يأخذ بطاقته والتي لا ينالها، إما بحجة أن الشاب لم يتركها من الأساس، أو انه سرقها وأخفاها، وهي في الحقيقة أتخذت طريق، أخر فقد أستخدمها المورد لتشغيل شباب تحت السن بالأتفاق مع مسؤل مكان العمل، وليبدأ شاب أخر اللعبة من البداية.
فيا أصحاب القرار أين أنتم من هذه الكارثة التي تصيب شبابنا ولماذا أصحاب المصانع سمحوا بذلك من البداية؟
يا أصحاب القرار أنقذوا أولاد لم يصلوا مرحلة الشباب، وقعوا ولا زالوا يقعوا فريسة لمكاتب العمالة وإعلانات الفيسبوك،
حفظ الله الوطن وشبابه ورجاله من كل شر.