الشهرة لا تُلغي الاحتياج… لماذا يتصرف الناجحون أحيانًا بشكل صادم؟
بقلم المعالج النفسى/ فاطمة الصغير
في كثير من الأحيان، نفاجأ بسلوك يصدر عن شخصية ناجحة أو مشهورة، فنقف أمامه متسائلين:
“كيف يمكن لشخص في هذا المقام أن يتصرف على هذا النحو؟”
لكن الحقيقة النفسية غالبًا ما تكون أعمق بكثير مما يبدو على السطح.
إن النجاح المهني والاجتماعي لا يعني بالضرورة اتزانًا داخليًا، بل قد يُحمّل الإنسان أعباء خفية وضغوطًا لا يراها الآخرون، مما يدفعه أحيانًا إلى تصرفات لا تنسجم مع صورته العامة.
فيما يلي بعض الأسباب النفسية التي قد تفسر مثل هذه التصرفات:
ضغط الصورة العامة:
الشخص الناجح يعيش تحت أعين التوقعات، ويشعر بأنه مطالب دومًا بالحفاظ على مستوى معين من الأداء والتألق، ما يرهقه نفسيًا ويزيد من احتمالية السقوط في أخطاء ناتجة عن هذا الضغط المستمر.
الخوف من التلاشي:
الخوف من الخروج من دائرة الضوء أو فقدان الاهتمام الجماهيري قد يدفع البعض إلى تصرفات تستهدف لفت الأنظار، ولو بأساليب غير مدروسة أو غير محسوبة.
الاحتياج غير المُشبَع للاعتراف:
رغم ما يبدو عليه من نجاح، قد يحمل الإنسان داخله شعورًا بعدم التقدير أو العجز عن إثبات ذاته، مما يدفعه – بشكل غير واعٍ – إلى البحث عن القبول بأي وسيلة.
الإحساس بعدم الكفاية:
كثير من الشخصيات العامة تعاني مما يسمى بـ”متلازمة المحتال” (Impostor Syndrome)، أي الإحساس بأنها لا تستحق ما حققته، فتظل تبحث عن تأكيد خارجي لقيمتها الذاتية.
اضطراب الحدود النفسية:
عندما تضعف الفروق بين الإعجاب والتملك، وبين الإلهام والانتحال، قد يلجأ الإنسان إلى تبني ما ليس له، بدافع داخلي لا يدرك أبعاده تمامًا.
إن فهم السلوك الإنساني يتطلب أن نُمعن النظر في ما وراء الأفعال الظاهرة.
فالتعاطف لا يعني بالضرورة التبرير، لكنه يعكس وعيًا بأن كل إنسان يتصرف من مكان داخلي ربما لا نراه، ولا نعرف عمقه أو ألمه.
لأن النجاح لا يُلغي الاحتياج… والهشاشة أحيانًا ترتدي قناع القوة.
دومتم بصحة نفسية جيدة