كتب : مصطفي أحمد
” أخي العزيز أحمد زكريا خليل تحية طيبة وبعد”.
إنني أكتب لك هذه الرسالة وأنا في ظروف غير عادية أما إذا اصبحت شهيدا فلا تحزنوا على أبدا لأني سأكون في منزلة عند الله لا يصل إليها أحد إلا الأنبياء وقال الله في كتابه الكريم “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” صدق الله العظيم، وهذا مرادي من الله عز وجل وهذا ما أتمناه طوال حياتي، ملحوظة: احتفظوا بهذه الرسالة ربما تكون الأخيرة مني لكم والله أعلم.
كان هذا نص آخر رسالة كتبها الشهيد البطل ابن الاقصر مجند سيد زكريا خليل، في 4 أكتوبر ١٩٧٣
الشهيد الذى اطلق له قاتله واحد وعشرين طلقة تحية له
أما قصته فيرويها قاتله عام 1996، عندما قرر أن يحضر احتفال سفاره مصر في المانيا بعيد تحرير سيناء ، وأثناء تواجد السفير المصري تقدم رجل أعمال يهودي يعيش في المانيا وطلب مقابلة السفير لأمر هام، وعندما تمت المقابلة قدم رجل الأعمال نفسه بأنه كان محاربا اسرائيليا في حرب 73 وأخرج من حقيبته سترة قديمة للمجند سيد زكريا وخطابا لم يسعفه القدر أن يوصله لأهله.
سيد زكريا خليل أسد.
وقال المحارب اليهودي: إن البطل سيد زكريا تسبب في تدمير 3 دبابات وقتل طاقمهم المكون من 12 جنديا، ثم قضي على سرية مظلات بها 22 جنديا.
واستطرد الرجل في الحديث قائلا: قام المجند سيد وأحد زملاؤه بالاشتباك مع مجندين إسرائليين يحرسون 3 دبابات، فقضوا عليهم ثم قاما المجندين بإطلاق النار على طاقم الدبابة المكون من 12 جنديا حتى قتلوهم جميعا، ما جعل القوات الإسرائيلية ترسل ظائرة مظلات فقام المجند البطل بإصابة الطائرة بقذيفة موجهة جعلت الجنود يقفذون واحدا تلو الاخر والمجند يلتقطهم بالرصاص حتى اسقطهم جميعا صرعي.
بعدها أرسل الجيش الإسرائيلي كتيبة صاعقة لمحاصرة المجموعة المتبقية من المصريين وارسلوا نداءات للاستسلام لكن قائد المجموعة وقتها رفض التسليم فاستشهد وباقي مجموعته وبقي على قيد الحياة سيد زكريا ومجند آخر.
ظل المجندين يقاتلا حتى استشهد احدهم وبقي سيد يحارب وحده ليلا حتى ظن الاعداء انهم امام كتيبة كاملة بعدها تسلل جندي اسرائيلى لسيد من الخلف واطلق على ظهره دفعة من الرصاص فأوقعه شهيدا.
حينها لم يصدق أنه انتصر على ذلك البطل الملحمة وتساءل بينه وبين نفسه ما كل هذه البطولة، بعدها احتفظ بمتعلقات الجندي الجسور وقام بدفنه اكراما لشجاعته ثم اطلق في الهواء 21، طلقة كتحية عسكرية تضرب لكبار العسكريين المقاتلين، وبعد مرور اعوام من الاحتفالات شعر المجند اليهودي الذي اصبح رجل أعمال في المانيا بالتقصير في حق هذا البطل ودفن حكايته رغم بسالتها فقرر أن يذهب لمقابلة السفير المصري ويسلمه متعلقات البطل المصري ويطلب منه تكريم ذكراه.
عندها علمت الوسائل الإعلامية العربية والأوروبية بحكاية ابن الصعيد المصري فأطلقوا عليه لقب “أسد سيناء” ومنحه الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك نوط الشجاعة من الدرجة الأولى، وسام نجمة سيناء وهو اعلي وسام عسكري بالقوات المسلحة لمن يؤدي أعمالا خارقة في القتال المباشر مع الأعداء على مسرح الحرب.