متابعه د. نجوان حسنى
الطاعون تقريبا هو أول وباء عرفته البشرية, وبسببه أصبح أى وباء بيتسمى مجازا طاعون
الطاعون له تاريخ طويل مع البشر, وتسبب على مر التاريخ فى حصد أرواح مئات الملايين من البشر على مستوى العالم
سمعنا مؤخرا عن اكتشاف حالة مصابة بالطاعون فى الصين, والحقيقة انه لولا اكتشاف هذه الحاله بالصين ,ولا كان حد أخذ باله بالفعل
لأن الطاعون بيسجل حالات متفرقة حول العالم سنويا, انما لأن الصين طبعا (مسجلة خطر أوبئة), فأى مرض أيا كان بيظهر فيها, بيكون انذار انه سينتشر منها الى أى مكان فى العالم, وأقرب مثال على هذا كوفيد19
الطاعون بتسببه بكتريا اكتشفها عالم اسمه اليكسندر يرسين فكان أقل واجب تتسمى على اسمه, فاتسمت يرسينيا, ولأن اليرسينيا فيه منها أنواع مختلفة بتسبب أمراض مختلفة, فاليرسينيا موضوع كلامنا اليوم, يرسينيا بستس أو يرسينيا الطاعون
هذه البكتريا تصيب الحيوانات, وخاصة القوارض, مثل الفئران, وبتتنقل منها لباقى الحيوانات وللأنسان, عن طريق البراغيث, يعنى البرغوث يلدغ الفأر, فياخدها منه, ثم يلدغ حيوان أو أنسان فيعديه بها, فالبرغوث يعتبر هو ناقلها الأساسى.
فيه من الطاعون,ثلاث أنواع, على حسب مكان الأصابة, يعنى على حسب الطاعون اصاب أى مكان من جسم المصاب بالظبط
الطاعون الدبلى أو الدملى
وهو الذى ظهرفى الصين حاليا, ويصيب الغدد اللمفاوية للمصاب, وتظهر أعراضه فى خلال اسبوع من العدوى, فتسبب تورم فى الغدد اللمفاوية, وخاصة الأربية وتحت الأبط والرقبة, فجأة تجد غدة بها ورم فى حجم البيضة تقريبا, صلبة, مؤلمة وحساسة للمس, ممكن يبقى مع العرض ده أعراض تانية مثل الصداع والأرهاق والام العضلات وارتفاع الحرارة اللى ممكن تصل للقشعريرة, بمعنى أن المصاب يترعش من الحمى.
فى الحالات المتقدمة الغدد الوارمةمن الممكن أن تتقيح وتنفجر ويخرج منها صديد مدمم.
طاعون تسمم الدم تجد فيه البكتريا تنتشر فى الدم وتسبب أعراض
ارتفاع حرارة وقشعريرة.
صداع شديد.
ألم فى البطن.
قىء واسهال.
فقدان للوعى.
نزيف من الفم والأنف والشرج.
ظهور كدمات سوداء على الجلد, وموت الأنسجة وتحولها للون الأسود (غنغرينا ) وخاصة اصابع اليدين والقدمين والأنف والأذنين, ولذلك سمى المرض (الموت الأسود).
الطاعون الرئوى
وهو تصيب البكتريا فيه الرئتين, ويعد من أخطر أشكال الطاعون, لأنه ممكن ينتقل من انسان لآخر بالرذاذ, وأعراضه سريعة جدااا ممكن تحصل فى خلال ساعات من العدوى ,وتكون فى صورة
ارتفاع شديد فى الحرارة .
سعال مع بلغم مدمم .
ألم فى الصدر .
صعوبة فى التنفس .
غثيان وقىء .
صداع .
خمول وارهاق .
ولو متمتش السيطرة عليه وعلاجه ,ممكن يسبب فشل تنفسى يؤدى للوفاة فى خلال يومين أو تلاتة من العدوى
الطاعون اذا كان دملى أو دموى, صعب ينتقل من انسان للتانى, الا اذا كانوا عايشين فى مستعمرة براغيث, فممكن برغوث ينقله من المصاب للسليم , انما الطاعون الرئوى, سهل جدا ينتقل من المصاب للسليم بمجرد التعامل عن قرب مش أكتر
أى نوع من الثلاتة ممكن يتحول الى أى نوع ثانى , يعنى ممكن الدملى يوصل للدم ويتحول الى دموى ,ويوصل للرئتين ويتحول الى رئوى
ولذلك أى مصاب بالطاعون نعتبره ضمنيا معدى لغيره من الناس ,لأننا لانعلم على وجه التحديد الطاعون وصل للرئتين أم لا
وأيضا سوائل جسم أى مصاب بالطاعون من أى نوع من الثلاتة ,لو استنشقها شخص سليم ممكن تصيبه عن طريق الرئتين
الوقاية
الى يومنا هذا لايوجد تطعيم ضد الطاعون للأسف .
انما فيه طرق وقاية
مكافحة الفئران والقوارض.
الحرص على النظافة العامة والشخصية وتشميس المساكن والأغطية وتعريض الحيوانات بأنواعها للشمس للحد من انتشار البراغيث.
الحرص على عدم اصابة الحيوانات الأليفة بالبراغيث واستعمال المبيدات المناسبة فى حالة الأصابة.
الأطباء البيطريين وعمال المزارع, يحرصوا على عدم تواجد القوارض والبراغيث فى مواقع عملهم ,ويحرصوا على ارتداء كمامات عند التعامل مع الحيوانات ,غالبية حالات الطاعون بأنواعه بتكون بين الأطباء البيطريين وعمال المزارع.
استعمال المبيدات بأنواعها فى القضاء على البراغيث فى حال تواجدها.
ارتداء الكمامات والحرص على التباعد الأجتماعى خاصة مع الأشخاص اللى عليهم أعراض مرضية زى السعال وارتفاع الحرارة.
مراجعة الطبيب فى حالة ظهور أى أعراض مرضية من أى نوع.
العلاج
طبعا لأن المسبب بكتيرى, فالعلاج بيكون باستعمال المضادات الحيوية, بالجرعات والنوعيات المناسبة, مع بعض الأجراءات على حسب الحالة, زى المحاليل الوريدية ونقل الدم ودعم التنفس وغيرها على حسب متطلبات الحالة, طبعا مع عزل الحالة ومراقبة مخالطيها وتطهير مكان سكنها من القوارض والبراغيث, والتطهير هنا يكون بقتل القوارض والبراغيث
