الطفل العنيد… ما بين الفهم والتوجيه
بقلم المعالج النفسي
فاطمة الصغير
في العديد من البيوت، نسمع الكثير من الآباء والأمهات يقولون:
“ابني عنيد جدًا”، “يرفض أي شيء يُطلب منه”، ” أقول له يمين، يقول لي شمال “، “لا يفعل إلا ما يحلو له”.
العناد عند الأطفال ليس عيبًا في حد ذاته، بل هو سلوك يحتاج لفهم دقيق، لأنه في أحيان كثيرة يكون تعبيرًا عن احتياج ما لم يتم الالتفات إليه، أو وسيلة لإثبات الذات وسط محيط لا يتيح له فرصة التعبير أو الاستقلال.
الطفل العنيد ليس طفلًا سيئًا، بل هو طفل يملك إرادة قوية. الفارق بين العناد والتصميم هو طريقة تعاملنا معه. حين نرد على عناده بالإكراه أو الصراخ أو العقاب، فإننا نُغذي لديه الرغبة في المقاومة، ونؤكد له أن الحب مشروط بالطاعة فقط.
☆ إذن لماذا يظهر العناد؟
• قد يظهر العناد كوسيلة لجذب الانتباه في ظل انشغال الأهل.
• أو تعبيرًا عن رغبته في الشعور بالاستقلال والقدرة على اتخاذ قراراته.
• وربما يكون رد فعل لتربية قاسية أو متناقضة في التوجيهات.
• أو حتى انعكاسًا لتوترات داخلية لا يعرف كيف يعبّر عنها بالكلام.
☆ كيف نتعامل معه؟
1. استمع له جيداً:
لا تكتفِ بالصمت أثناء كلامه، بل أظهر أنك مهتم بفهم مشاعره.
2. احترم رغبته في الاختيار:
بدلاً من إصدار أوامر مباشرة، امنحه خيارات محددة يشعر فيها بأنه شريك في القرار.
3. ثبّت القواعد بلطف:
لا تستسلم، لكن لا تكن عنيفًا أيضًا. الحزم الحنون هو المفتاح.
4. أبعد النقاش عن وقت الغضب:
لا تدخل في جدال أثناء نوبات العناد. انتظر حتى يهدأ، ثم تحدث إليه.
5. امدح التعاون، لا الطاعة العمياء:
عندما يتعاون الطفل، امدح تفهمه ومشاركته بدلًا من مدح الطاعة فقط.
6. افحص نفسك أولاً:
أحيانًا يكون الطفل مرآة لانفعالات الأهل… فهل نُديره بعصبية؟
أم نسمح له بمساحة من الاستقلال؟
في النهاية، الطفل العنيد لا يحتاج إلى “كسر الإرادة”، بل إلى فهم واحتواء، لأن التعامل الذكي مع العناد يخلق شخصية قوية، واثقة من نفسها، تعرف كيف تعبّر عن نفسها دون إيذاء.
دومتم بصحة نفسية جيدة أنتم وابناؤكم