الطماع والنصاب كليهما يحتاج الآخر فالنصاب دائما ما يركز علي فريسته لتكون من الطماعين والطماع لا يقتنع الا بالنصاب لكثرة احتياجاته وطموحه الذي لا يتوقف عند سقف معين
دعونا قبل أن نتكلم عن الصفتين أن نعرف كل منهما
اولا النصاب وهو من يستطيع أن يحصل علي ما يريد منك وانت راضي تماما عما تفعل والنصاب يتميز بالذكاء الشديد ويلعب علي الحالة النفسية والمزاجية لضحيته ويجعل ضحيته هو من يتحايل عليه ليعطيه ما يريد بكل رضا دون ابتزاز أو ضغوط علي الضحية
اما الطماع هو شخص له طموح لا تتوقف عند سقف معين وهو عنده حب الأمتلاك والسيطرة وحب الذات ويكون غالبا انانيا ولا شيء يشبع رغبته سواء المادية أو العينية
وهناك فرق كبير بين النصاب والحرامي فالنصاب انسان ذكي هاديء صبور يعمل بكل هدوء يستخدم وسيلة الاقناع لضحيته حتي يحصل علي ما يريد وهو يوالي عصره في استخدام حيله أمام ضحاياه أما الحرامي فهو شخص يتميز بالغباء لا ينظر إلي الأمام وكل هدفه هو الحصول علي المال أو اغتصاب حق ليس من حقه بدون تفكير وغالبا ما يقع في قبضة الشرطة
وبالرجوع الي موضوعنا النصاب والطماع نجد أن الطماع دائما ما تكون فريسة سهلة للنصاب
فالطماع يريد أن يربح بدون عناء وهي صفة مشتركة بين النصاب والطماع فالطماع دائما ما يشعر بنقص نتيجة للبيئة التي تربي فيها ونتيجة لشعوره الدائم بالحرمان سواء الحرمان المادي كالبخث عن المال أو الثراء السريع أو المعنوي كشعوره بنقص في العاطفة أو أنه لا يشعر بذاته في مجتمعه الذي يجعله يفكر في كيفية تعويض ما فإته من مزايا لم يستطيع الحصول عليها في الماضي نتيجة ضغوط أسرية أو حالة أسرته الاقتصادية أو نتيجة حرمانه من شعوره بنفسه وذاته فيلجأ الي البحث عن كيانه سريعا وبلا دراسة ويريد أن يملك كل شيء ولا شيء سيشبع رغباته فيكون حاقدا أو حاسدا يتمني أن يكون ما في بد غيره في يده ولا يكون تفكيره منطقيا ابدا
وهناك فرق بين الطموح والطماع فالطموح من يريد بناء ذاته وأمامه هدف ويسعي البه بالعمل والتفكير ويشعر بالرضا حال وصوله لهدفه
وعلي سبيل المثال للطمع أن الطماع لا يملك مبدأ للوصول الي هدفه ولا يتبع تعاليم دينه أو عرف مجتمعه في الحصول علي رزقه بطريقة شريفة فمن السهل أن يستخدم اي شيء ويجعل كل جوارحه تفكر في كيفية الوصول إلي الزيادة والزيادة دون التفكير في الدين أو الاخلاق حتي وان وصل الأمر إلي الاتجار بالممنوعات واستخدام سلوك إجرامي حذر منه القانون للبحث عن الثراء السريع
ولو أننا طبقنا ما تعلمناه في ديننا لوجدنا أنه لا حيلة في الرزق ولن ينال ايا مننا إلا ما كتبه الله لنا
نحن نرهق أنفسنا بتفكير سلبي ونشغل حياتنا بكيفية جمع الثروات لاعنين اقدارنا وناسيين أننا سنترك كل ملذات الدنيا وترحل
وختاما اقول حديث قدسي سرده علينا الشيخ الشعراوي رحمه الله فيقول الله تعال مخاطبا عباده
” يابن ادم لاتخف من فوات رزق فخزائني مملوءة لا تنفذ يابن ادم لي عليك فريضة ولك عندي رزق فإن خالفتني فريضتي لن اخالفك رزقك يابن ادم ارض بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وان لم ترضي بما كسبته لك لاسلطن عليك الدنيا تركض فيها كركض الوحوش في البرية ولن ينالك منها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مزموما”
صدق الله العظيم ….. اللهم ارزقنا الرضا والقناعة ………. وابعد عنا الطمع الذي يربي الشقاء