العالم على حافة الهاوية
بقلم : يوحنا عزمي
خطاب الرئيس الروسى وهو يوقع وثيقه ضم المقاطعات الأوكرانية الأربعة إلى روسيا وتمثل ٢٠% من أراضى أوكرانيا ..
هذا الخطاب يُعنى انتهت اللعبة ولنبدأ لعبة جديدة
إذا أردتم استمرار الصراع.
لا ينتبه الكثيرين أنه إلى أمس لم تكن روسيا قد اعلنت الحرب رسميا على أوكرانيا وكانت كل كلمات المسئولين الروس تتحدث
عن مجرد عمليه عسكريه لدعم المواطنين الأوكران من أصول روسيه فى مواجهة حرب الإبادة التى يتعرضون لها منذ عام ٢٠١٤ على يد الجماعات النازيه الأوكرانيه المتطرفه والجيش والشرطة الأوكرانية.
وخلال الأسبوع الماضى قامت روسيا بتنظيم استفتاء حر لضم تلك المقاطعات الأوكرانية بسكانها لروسيا أشرفت كل وسائل الإعلام الدولى على مراقبته والتأكد من نزاهته وجاءت النتيجه ٩٨% موافقه على الإنضمام لروسيا.
الجمعه ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢ صدق الرئيس الروسى بوتين على ضم تلك المقاطعات لروسيا واعتبارها أرض روسيه وأصبح مواطنوها من الشعب الروسى وبذلك تغير الموقف تماما ..
فأي عمليه عسكريه أوكرانية ضد تلك المقاطعات ستكون اعتداء على روسيا وهو ما يعنى إعلان الحرب على روسيا وسيكون من حق الجيش الروسى بكل إمكانياته وقدراته العسكرية خوض الحرب رسميا دفاعا عن الأراضى الروسية وحمايه الشعب الروسى.
والأخطر أى دوله ستقوم بدعم اوكرانيا فى عدوانها على روسيا سيكون من حق روسيا اعتبار ذلك إعلان حرب من تلك الدوله على روسيا.
بذلك روسيا دفعت الموقف لحافة الهاويه ، فإعلان الحرب على روسيا رسميا يعطيها الحق فى استخدام ترسانتها من اسلحه الدمار الشامل ( كيميائية وبيولوجية وفيزيائية ) وصولاً للاسلحة النوويه للدفاع عن نفسها.
وبذلك أصبحت خيارات دول أوروبا محدودة جداً ، فإما ان تستجيب للضغوط الأمريكية وتدعم اوكرانيا وتغامر بخوض
الحرب ضد روسيا أو ترفض الضغوط الأمريكية وتسارع لإعادة علاقتها بروسيا بحثا عن مصالحها التى تضررت كثيرا ( تعتمد دول أوروبا على الغاز الروسى كمصدر رئيسى للطاقه بنسبه ٦٠% من استهلاكها وقد أدى إيقاف صخ الغاز الروسى لإغلاق اغلب مصانع أوروبا وتضرر الحياه اليوميه للمواطن الاوروبى بصورة كارثيه )
اعتقد إيطاليا حسمت أمرها بوصول اليمين الإيطالي للحكم وفرنسا كذلك وبذلك أصبح استمرار تواجد الإتحاد الأوروبى فى خطر
وأصبح حلف الأطلنطي معرض لخطر الحل ، بينما انجلترا تدعم مساعى امريكا لتوريط دول أوروبا فى حرب ضد روسيا ..
واتصور ان معاناه الشعب الانجليزى وسعى اسكتلندا وايرلندا للانفصال عن بريطانيا يمكن أن تفجر بريطانيا العظمى وتفاجىء امريكا بكارثه جديدة.
الموقف الألماني لمن لا ينتبه المانيا تحت الإحتلال الأمريكى
رسميا منذ نهايه الحرب العالميه الثانيه والقواعد العسكريه الامريكيه فى المانيا هى قوات احتلال طبقا لاتفاقيه استسلام المانيا ونفس الوضع فى اليابان ، فالقرار الألماني بيد امريكا وليس بيد الحكومه الالمانيه ..
ولكن معاناة الشعب الألماني قد تفجر الموقف بأكمله فالشعب الألماني يعانى مشاكل كارثيه فى حياته اليوميه من بينها اختفاء الكثير من السلع من الأسواق وارتفاع أسعار السلع بصورة جعلتها خارج قدرة المواطن على شرائها ، وأدى نقص الطاقه إلى إغلاق آلاف المصانع وتحول الملايين إلى عاطلين ليس لهم مصدر دخل
الموقف فى المانيا خطير ، ومع قدوم الشتاء بعد عدة اسابيع
ستكون شعوب أوروبا فى خطر حقيقة إذا استمرت كارثه عدم
ضخ الغاز الروسى ..
والمدهش ان الحكومه الالمانيه تتحمل وحدها المسئوليه عن ذلك فتوربينات خط غاز تابعه لشركة سيمنز الالمانيه التى أرسلتها إلى الشركة الكنديه المصنعه لها لإجراء عمره وترفض إلى اليوم إعادتها
وقد قام طرف مجهول بتفجير خط الغاز الثانى وبذلك تم ايقاف وصول الغاز الروسى تماما إلى أوروبا.
ويقوم الإعلام الأوروبى بخداع شعوبه واتهام روسيا بأنها من
منع الغاز للضغط على أوروبا ، بينما حقيقة الموقف ان كل ما فعلته روسيا انها قالت إنها لن تقبل الدولار الأمريكى كثمن للغاز وانها تقبل الذهب أو الروبل الروسى أو اليوان الصينى كثمن للغاز .
انها امريكا تبذل كل جهدها لإشعال حرب بين روسيا وأوروبا
لأنه قبل الصراع فى اوكرانيا كان هناك تقارب روسى اوروبى
كبير أرعب امريكا ..
فقد كان هناك خط غاز ينقل الغاز الروسى إلى أوروبا
وقامت روسيا بالتعاون مع أوروبا بإنشاء خط غاز ثانى
وهو ما اثار رعب امريكا ، لأن ذلك يعنى زيادة التعاون
بين روسيا وأوروبا ، ولو ازداد ذلك التعاون بزيادة حركة
التجارة يمكن أن ينشأ قطب أوروبى روسى ينهى انفراد
امريكا بالسيطرة على العالم.
فبذلت امريكا كل جهدها لاجهاض التقارب الروسى الأوروبى
واشعال حرب بين روسيا وأوروبا تتخلص بها امريكا من قوة الإثنين وتعيد أوروبا راكعه ذليلة للنفوذ الأمريكى وايضا تدمير
قوة روسيا فى تلك الحرب يجعل الصين تقف وحدها فى مواجهة امريكا والأهم أنه يخلص امريكا من التدخل الروسى فى المنطقه العربية .. نتذكر ان التدخل الروسى فى سوريا اربك كل المخطط الأمريكى لسوريا ..
ولكن تمكنت روسيا من ارباك المخطط الأمريكى بأكمله ..
فلم تتورط فى حرب ضد أوروبا بل نجحت فى استثماره فرنسا وإيطاليا وبذلك حدث شرخ كبير فى الإتحاد الأوروبى وحلف الأطلنطي ، لكن الضربه القاضيه للمخطط الأمريكى بأكمله جاءت من حيث لا تتوقع امريكا ، إنها الضربه العربيه لقلب امريكا وعقلها ومخططها ..
ففشل زيارة الرئيس الأمريكى للمنطقه وفشله فى إقناع مصر والسعوديه والأردن والعراق والإمارات فى دخول حلف عسكرى
مع إسرائيل ضد إيران.
وفشله فى إقناع المملكه السعوديه بزيادة إنتاجها من البترول لتعويض البترول الروسى ، كان ذلك ضربه قاضيه اعلنت انتهاء مرحله سيطرة امريكا على القرار العربى.
ثم كانت الضربه العربيه الثانية لامريكا إعلان مصر إنهاء انفراد الدولار الأمريكى بدفع رسوم العبور فى قناة السويس.
واعتماد الروبل الروسى واليوان الصينى كعملات يتم دفع رسوم المرور فى قناة السويس بها وهو القرار الذى اعتبره الإعلام الأمريكى إعلان حرب مصرى ضد امريكا ..
ولكن توالت الضربات العربيه بإعلان المملكه العربية السعودية إنهاء انفراد الدولار الأمريكى كثمن للبترول السعودى واعلنت المملكة إنها تقبل الروبل الروسى واليوان الصينى كثمن للبترول السعودى
وبالتأكيد هناك ضربات أخرى كثيرة غير معلنة ..
لكن المؤكد أننا نشهد ميلاد عالم جديد ينهى انفراد امريكا بالسيطرة على العالم ، نشهد ميلاد عالم جديد الدول العربيه فيه احد مراكز القوى العظمى المؤثرة فى العالم.
احترسوا وانتبهوا يا ابناء مصر احد القوى المتصارعه وليست احد الدول التى تأثرت بذلك الصراع .. نحن احد الشعوب التى تخوض ذلك الصراع دفاعاً عن وجودها ، فلم نسعى لخوضه لكن امريكا فرضت علينا خوضه ضدها دفاعا عن وجودنا ، هو صراع على الوجود نكون او لا نكون.
فلن تغفر امريكا لمصر ابدا قيام مصر بتنويع مصادر سلاح الجيش المصرى وهو ما رأته امريكا فى عصر أوباما إعلان حرب من مصر ضد امريكا لأن عنى تحرير الإرادة المصريه من القبضه الاميركيه
وان قرار مصر سيصدر من القاهرة وليس من واشنطن كما كان يحدث طوال العصور السابقة ، وان ذلك القرار سينفذ بإرادة القاهره وليس إرادة واشنطن كما كان يحدث سابقا.
ولن تغفر امريكا لمصر ابدا ان صمود مصر اجهض مؤامره الربيع العربى ومنع إسقاط باقى الدول العربيه وفى مقدمتها المشرق العربى.
ولن تغفر امريكا لمصر ابدا خطها الأحمر فى ليبيا والذى منع استيلاء القواد صبى امريكا على بترول ليبيا وافشل المخطط الأمريكى لجعل ليبيا قاعدة لتدمير مصر وتدمير الغرب العربى.
ولن تغفر امريكا لمصر ابدا ذلك الاستقبال المهين لرئيس امريكا بايدن عند زيارته للمنطقه.
ولن تغفر امريكا لمصر ابدا فشل زيارة الرئيس الأمريكى بايدن للمنطقه ورفض مصر دخول الدول العربيه فى حلف عسكرى مع إسرائيل ضد إيران ورفض المملكه العربية زيادة إنتاجها من البترول
ولن تغفر امريكا لمصر ابدا احياءها للمشروع النووى المصرى الذى توقف عقب هزيمه يونيو ١٩٦٧ وأعاد السيسى احياؤه بإنشاء اربع مفاعلات نوويه مصريه بمنطقه الضبعه بمشاركة روسيا.
ولن تغفر امريكا لمصر ابدا إنهاء تحصيل رسوم المرور بقناة السويس بالدولار فقط واعلانها قبول دفع رسوم المرور بقناة السويس بالروبل الروسى واليوان الصينى وهو القرار الذى اعتبره الإعلام الأمريكى إعلان حرب من مصر على أمريكا.
هو صراع على الوجود فرضته امريكا على مصر واصبحنا مجبرين على خوضه للنهايه .. نكون او لا نكون ، وهذا ما اتمنى ان يدركه كل مصرى.
الأيام القادمه ستكون حاسمه ، دورنا جميعا أن نُعبر عن دعمنا لكل قرارات ومواقف الدوله والقيادة المصرية ليدرك العالم اجمع انها قرارات ومواقف الشعب المصرى باغلبيته.