العزلة الهادفة: حين يكون البعد عن الناس طريقًا للسلام
بقلم المعالج النفسي
فاطمة الصغير
ليست كل عزلة هروبًا، وليست كل ابتسامة انخراطًا. أحيانًا، يحتاج الإنسان أن ينسحب قليلًا من ضوضاء الحياة، من الأصوات التي تُربكه، ومن العلاقات التي تُثقله، ليسمع نفسه بوضوح، بعد أن أنهكها طول الإنصات للآخرين.
العزلة الهادفة ليست انطواءً أو رفضًا للحياة، بل هي مساحة نختارها بوعي كي نعيد ترتيب أرواحنا.
هي تلك اللحظات التي نصمت فيها عن الكلام، لنستمع لصوتنا الداخلي الذي غطّاه الزحام.
كثيرون يخافون من العزلة، لأنهم لا يحتملون مواجهة أنفسهم، لكن الحقيقة أن أجمل الحوارات تحدث حين تجلس مع نفسك في صدق، حين تواجه ضعفك دون خوف، وألمك دون إنكار، وحين تكتشف أنك لا تحتاج إلى كثيرٍ من الناس… بل إلى كثيرٍ من السلام.
في العزلة، تتعلم أن حب الذات لا يعني الأنانية، بل يعني أن تمنح نفسك أولوية بعد أن ظلّت مؤجلة لسنوات.
تتعلم أن العلاقات الحقيقية لا تُقاس بعددها، بل بعمقها، وبما تُضيفه لروحك لا بما تنتزعه منها.
العزلة الهادفة ليست انسحابًا من العالم، بل عودة إلى جوهرك الحقيقي بعد طول غياب.
حين تُنهي جلستك مع نفسك وتشعر بالسكينة بدل الوحدة، فاعلم أنك لم تعد تهرب من الحياة… بل بدأت تعيشها من الداخل.
تذكّر أن:
الوجود بين الناس لا يكتمل إلا بعد أن تتصالح مع وحدتك.
والقرب من نفسك ليس عزلة، بل بداية كل علاقاتك الصادقة.
خذ فتراتك الخاصة دون أن تشعر بالذنب، فأحيانًا، أجمل طرق العودة… تمرّ عبر طريقٍ من الصمت.
دومتم بصحة نفسية جيدة فى ظل عزلة هادفة




































































