العلاج بالرسم للطفل التوحدي
كتب . هيام بكر
أخصائية فئات خاصة
مجيد هو شاب جزائري عمره 13سنه يعاني من حاله توحد شديده.يسيطر عليه سلوك تدمير الذات ولديه ضعف شديد في التأزر الحركي البصري.شديد البطء في حركاته ويرفض التعاون .ولكنه أدهش الجميع ذات يوم عندما حصل علي ألوان زيتيه وريشه ولوحه بيضاء وقام بخلط الألوان علي طريقته الخاصه .
وكانت النتيجه لوحه فنيه سفينه في البحر
ومن هنا وجدوا أن الرسم والتلوين هو نشاط يحتاجه طفل التوحد لتنمية قدراته الذهنيه وتطوير أفكاره وإثراء خياله ومعرفته .
الرسم يحتاج الي قدرات فنيه تساعد الطفل التوحدي علي أن يتعود علي التفكير عن طريق اللعب بالألوان والتعبير بالرسم .ولا شك اثر ذلك يكون واضحا في المستقبل ومن المعروف في التدخل المبكر نحصل علي نتيجه أفضل وأسرع ..
**المجــالات الفنيــة المفضلــة للتوحــدي:
• يميل إلى التشكيل بالأوراق الملونة وإلى التلوين بأقلام الفلوماستر.
• يميل إلى التشكيل بخامات الطين والصلصال.
• يميل إلى الرسم بإستخدام الحاسب الآلي.
دراسة أن الرســم لغــة تعبيريــة للأطفــال التوحــد :
في دراسة أجريت (من 1977 إلى 1983) للعالم سلف Self على رسوم طفلة توحدية في السادسة من عمرها , إسمها ناديه , لأبوين أوكرانيين مهاجرين إلى بريطانيا و هي الثانية من بين ثلاثة أطفال , أما ناديه فإنها تُعاني من مرض ذهاني توحدي أي لا تستطيع الكلام , و تعيش في عالمها الداخلي الخاص , و هذه حالة نمطية ملازمة التوحد Autism Syndrome . كما أنها طفلة متبلدة لا مبالية , سلبية لا تستطيع التحكم في نفسها , و لديها ضعف في التآزر الحركي إلى حد كبير , شديدة البطء في حركاتها و ترفض التعاون , المهم أن رسوماتها كانت تختلف عن رسومات الأطفال العاديين و ظهرت معها الحالة في السن الثالثة و النصف من عمرها و أظهرت فجأة صورة من رسوماتها فيها تآزر حركي لا وجود له في أي مجال وظيفي آخر و كانت رسومها متميزة بسبب جودتها في التعبير الفوتوغرافي كما كانت النسب بين العناصر داخل كل عنصر صحيحة و كانت تستخدم الخطوط المخفية و المستبعدة و تعطي إنطباعاُ للراشدين بالحركة و الحياة .من الملاحظ على القصة السالفة الذكر (و من واقع الصور للطفلة الأوكرانية ناديه بالذات) أن هناك إبداعاً فنياً لدى التوحديين قد يعجز عنه الإنسان العادي, و تعتبر الرسوم بمثابة لغة(1) تعبيرية يمكن إستغلالها لتفسير ما يفكر به الطفل التوحدي أو ما يدور في خلده .
**أهميـــة التعبيــر الفنــي لأطفــال التوحـــد :
-يستغل التوحديون هذا التعبير كأسلوب بديل للغة و التواصل اللغوي , فهذه الرسوم التي تنبثق عن أذهان الأطفال التوحديين و التي تُعبر عن أحاسيسهم و مشاعرهم و تخيلاتهم قد لا يفهمونها و كذلك التطورات التي تُصاحب تطورهم البيولوجي و الفسيولوجي و يجب على الأسرة و المدرسة أن تعرف أن لهذه الرسوم لغة تفوق في أهميتها و دلالاتها معنى المُفردات اللغوية اللفظية التي يعجز الطفل عادة عن التعبير عنها.
-إن رسوم التوحديين و أعمالهم الفنية تُعتبر مصدراً هاماً للبحث السيكولوجي في إطار العلاج و هي الأداة التي يمكن على ضوئها أن نحدد لهم فهم الأمور الحياتية مثل معنى الدور و كيف يتصرف وقت العمل أثناء أخذ فرصته أو كيف يتحرك و يتصرف أثناء اللعبة عندما يحين دوره في اللعبة , و فهم و إدراك أن لك وقتاً , و لي وقت , و أن لك فرصة الرسم و لي فرصة الرسم.
-فالرسم Drawing يحتاج إلى قدرات فنية تساعد الطفل الذي لديه (توحد) على أن يتعود على التفكير عن طريق اللعب بالألوان و التعبير بالرسم و لا شك أن أثر ذلك يكون واضحاً في المستقبل و من المعلوم أنه بقدر تنمية القدرات في مرحلة الطفولة تكون النتائج أفضل من مرحلة ما بعد الطفولة أي المراهقة و ما بعد المراهقة , علماً بأن الرسوم التعليمية و حب اللعب بالألوان و الأدوات الفنية قد تأخذ طابعاً آخر .
هذا يوضح أن للرسم جانباً علاجياً مهماً إذ تبين لنا أنه عن طريق اللعب بالرسم يمكننا أن نفهم بعض الأمور الأخرى إلى جانب أنه قد يخدم في تعديل السلوك في المستقبل و ذلك في ضوء التحليل النفسي للرسومات.