العودة إلى النظام الفردي طريق الإصلاح النيابي الحقيقي
بقلم : عماد نويجى
لم تعد قضية الانتخابات في مصر مجرد منافسة بين أحزاب أو أسماء بل أصبحت اختبارا حقيقيا لقدرة الدولة على إعادة الثقة بين المواطن وممثله في البرلمان النظام الفردي ليس عودة إلى الوراء كما يظن البعض بل هو خطوة نحو تمثيل أكثر عدالة وصدق بين الناس
القائمة الحزبية تجعل المواطن يشعر أنه رقم في معادلة مغلقة بينما النظام الفردي يعيد إليه شعوره بالقيمة وبالقدرة على المحاسبة النائب الفردي يعرف دائرته بيتا بيتا يسمع همومها ويرى ملامحها ويعيش تفاصيلها اليومية أما النائب القادم من قائمة حزبية فهو غالبا أسير لترتيبات لا علاقة لها بالواقع الذي يعانيه الناس
إن العودة إلى النظام الفردي لا تعني التخلي عن العمل السياسي بل تعني تصحيح بوصلته وجعلها أقرب إلى الناس وأبعد عن المكاتب المغلقة فالمجتمع المحلي هو الأساس في أي عملية إصلاح حقيقية والدوائر الصغيرة هي نبض الحياة الديمقراطية التي تبني الثقة وتزرع الأمل
النظام الفردي يخلق نوعا من الرقابة الطبيعية لأن النائب يشعر أن بقاءه في موقعه مرهون برضا الناس عنه وأن كل وعد يقطعه سيُحاسب عليه من أبناء دائرته الذين يعرفونه جيدا
لقد فقد البرلمان بعضا من بريقه حين تحولت المنافسة إلى سباق بين قوائم ضخمة لا يعرف المواطن وجوهها ولا يفهم من يمثل مصالحه فيها فالتمثيل النيابي الحقيقي لا يقوم على التجميع بل على الاختيار الفردي الصادق
الإصلاح النيابي لا يبدأ بتغيير الأرقام أو توزيع المقاعد بل بتمكين المواطن من اختيار من يعرفه ويثق فيه من يعيش معه ويشعر به العودة للنظام الفردي هي إعادة الروح لعلاقة المواطن بدائرته وللديمقراطية في معناها البسيط أن يُنتخب من يخدم لا من يتصدر قائمة
صوتك في دائرتك هو البداية فاختر من تعرفه من يعيش معك من يسمعك لأن التمثيل الحقيقي يبدأ من باب بيتك قبل أن يصل إلى قبة البرلمان