دمياط. /. فريده الموجى
قال سعد الدين الشاذلي
“حياتي كانت مليئة بالمتاعب والمشاق، وده نتيجة إن أنا كنت أتمسك برأيي وبالحق، ولكن بالرغم من هذه المشاكل وصلت إلى أكبر منصب عسكري ممكن أن يطمع فيه، وهو إني أصبحت رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وفي وقت من أصعب الأوقات وهي حرب أكتوبر بفضل الله”.
أنا مش عاوز الناس تخاف إنها تقول كلمة الحق ….. تقول كلمة الحق حتى لو تسبب ذلك في بعض المشاكل، لكن فليتأكدوا أن هذه المشاكل مؤقتة وأن الله سيعوضهم بعد ذلك وتعويض ربنا أجزل وأكبر إن شاء الله).
بهذه الكلمات اختصر سعد الدين الشاذلي مسيرة حياته العسكرية والصراعات التي خاضها خمس سنوات مرت علي رحيل الجنرال سعد الدين الشاذلي وما زالت ذكراه عطرة علي الجانبين العسكري والمدني،أحبه الشعب المصر ووجد فيه القائد والمعلم لجنوده وللأفراد المدنيين أيضًا نذكر له أنه أول من أدخل كتيب عقيدتنا الدينية طريقنا إلي النصر.
المتصفح للكتيب يلاحظ أنه يخاطب الجنود المصريين المسلم منهم والمسيحي، ففي مقدمة الكتيب ربط مباشر بين العقيدة والإيمان وبين النصر.
الكتيب تعرض إلى قضية الحرية والكرامة ما يبدو من الفهرس قبل أن يتكلم عن الانضباط والطاعة والقيادة.
والمتصفح لمذكرات سعد الدين الشاذلي –رحمه الله- يجد أنه في ليلة حرب أكتوبر حاول أن ينام مبكرًا.
وأثناء محاولته، ظل يراجع خطة العبور مشهدًا مشهد وفكر أن يحضر مخرجًا يقوم بتصوير العبور حتى يكون هذا التصوير فيديو للتاريخ وللأجيال القادمة.
ولكن إحضار هذا المخرج سيتطلب معرفة خطة الحرب والعبور كاملة والذي كان أمرًا في غاية السرية حتى علي قيادات عليا بالجيش فرأي استحالة هذا الأمر.
وعندما شاهد الفريق الشاذلي بعض الصور المتعلقة بالحرب والمتعلقة بمشاهد الكومبارس في بعض الأفلام التي تناولت حرب أكتوبر ندم ندما شديدًا أنه لم يصور لقطات فعلية من الحرب، وقال(صدمت عندما شاهدت هذه الصور في الصحف الأجنبية.
إن بعض هذه الصور يمثل جنودًا يعبرون بصورة غوغائية ينعدم فيها الضبط والربط والنظام الدقيق الذي كان مفروضا في أثناء عملية العبور. إنها صور لا تمثل مطلقا الجندي المصري الذي عبر القناة، كم اشـعر الآن بتأنيب الضمير لأنني لم أستمع إلـى النداء الذي كان يطلب مني أن نقوم بتصوير هذا العبور ورفضت ذلك من أجل المحافظة على السرية.)
تُوفي الفريق سعد محمد الحسيني الشاذلي يوم الخميس 7 ربيع الأول 1432 هـ الموافق في 10 فبراير عام 2011 بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة عن عمر بلغ 89 عامًا قضاها في خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وقد جاءت وفاته في خضم ثورة 2011 في مصر، وذلك بعد معاناة طويلة مع المرض، قام ثوار ميدان التحرير بأداء صلاة الغائب على روحه، وقد شيّع في جنازة عسكرية وشعبية مهيبة بوجود آلاف الضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة بعد صلاة الجمعة. وقد تقدم المشيعين الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس إبان حرب أكتوبر .
وكانت جنازته في نفس اليوم الذي أعلن فيه عمر سليمان تنحي محمد حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية.
رحمة الله عليه ..
