بقلم محمود السعيد
شهد المجتمع المصري في الآونه الأخيرة انتشارآ كبيرآ لظاهرة الفساد المجتمعي والتي تم من خلالها السيطرة علي عقول الكثيرين من البشر وبالتحديد الطبقة الفقيرة التي ليس لديها وعيا كافيا عما يدور من حولها من ثقافات وحقوق وواجبات حتي أصبح كل ما يدور في عقولهم هو كيف يجلبوا هذا المال من أجل العيش والتغلب علي مصاعب الحياة ولم يكتفوا بذلك بل ظلوا يسعون في بيع كرامتهم وأعضائهم وأصواتهم وشرفهم وعرضهم من أجل جلب هذا المال دون تفكير او جدوي.
وحيث أن ظاهرة الفساد هي السبب الرئيسي في تخلف كل مايصيب الأمة وسبب لكل ما يأتى بعده من أمراض تطيح بأحلام أبناء الأمة وشبابهاوربما يكون الفساد أكبر المشكلات العالمية التي تجمع المؤسسات المحلية والدولية على اعتبارها العقبة الرئيسة أمام الإصلاح والتنميةوالاستثمار الصحيح.
وإن الفساد ظاهرة مركبة ومعقدة تشمل الاختلالات الّتي تمس الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي والقيمي والأخلاقي في المجتمع والّذي يحتاج إلى تضافر الجهود لمعالجته والتخلص منه حيث قال سبحانه في كتابه الكريم
:{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} وقال عزّ وجلّ: {وَلَا تَعْثُوا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}.
لقد كان منهج الإسلام واضحا في محاربة الفساد مهما كان صغيرا إذ دعا إلى إقامة الخير ونبذ الشر والقضاء على المنكرات وشرع العقوبات المغلظة التي تمنع الفساد وتسد الطريق الذي يمكن أن يصل منه المفسدون إلى الإفساد في الأرض.
فكيف نحارب هذا الفساد؟؟....
تبدأ خطوات محاربة الفساد بدراسة أنواع وأسباب حصوله؛ فذلك يؤدي إلى إيجاد الحلول المُناسبة، ومن الطُّرق المقترحة لمُحاربة الفساد:
*إنشاء جيل نظيف قائم على الأخلاق الإسلامية فعندما يكون لدى الشخص نفسه الوازع الديني ومخافة الله فإنه سيحافظ على المقدرات التي بين يديه ولن ينفقها إلّا على الوجه المشروع.
*تربية النفس على احترام القوانين الوضعية من خلال إيقاظ الضمير الذي يعد شرطياً داخل كل شخص وتنمية روح الانتماء للوطن وحبه وتقديم مصلحته على المصلحة العامة.
*توخي الحيطة والحذر عند تعيين الأشخاص في المناصب المالية بالذات فيجب البحث عن الشخص المناسب الذي لديه سيرة سلوكية جيدة في الحياة العامة والعملية فليس من الصائب تعيين شخصٍ معروف بقبوله بالرشوة مهما كانت صغيرة في أي منصب مالي.
*وضعُ القوانين والأنظمة الصارمة التي تحارب الفساد وتلاحق الفاسدين للقضاء عليهم وتطهير الدولة منهم وإيقاع أشد العقوبات بهم.
*تفعيل دور الإعلام بكافة أشكاله بتوعية الناس حول أنواع الفساد وطرق التعاون معاً للقضاء عليه.