كتب : محمد الشويخ
من بين الوثائق الاكثر أهمية , التى تعطى لنا وصفا واضحا للسماء , كتاب المعبودة نوت , وهو نص دينى مصرى يوجد فى الأوزيريون بابيدوس وفى مقبرة رمسيس الرابع فى وادى الملوك (كل هذه الوثائق من عصر الدولة الحديثة ) وفى شكل تعقيب فى برديتى كارلسبرج ( Carlsberg ) المؤرختين من القرن الثانى بعد الميلاد .
المشهد الأساسى مألوف للجميع رسم للسماء بهيئة المعبودة نوت والمعبود شو ابيها (تشخيص الهى للفراغ , للهواء , وعلى الارجح لضوء أشعة الشمس ) والذى يرفع جسدها , ويظهر المعبود جب (رب الأرض ) مستلقيا عند أقدامهم
والرسم الذى يجيب على التساؤل القديم للانسان حول افضل للكون , يذكرنا بطريق غير مباشر باللحظة الخاصة لخلق الكون : ولد الكون فى اللحظة التى كان فيها النور (المعبود شو فى واحدة من هيئاته ) فى الظلام الابدى حينما فصلت السماء عن الأرض وهى صورة مملوءة بمعان وقيم نجدها ايضا فى الكتاب المقدس
المعبود جب هو الأرض الخضراء الخصبة والذى عندما يتحرك تبدأ الزلازل , المعبودة نوت هى السماء ليلا ونهارا
فى الغروب كانت تبتلع الشمس (التى تعد ابنتها ) لكى تولد كل صباح تعبر الشمس جسد المعبودة نوت على متن مركب وكان عليها تخطى مخاطر كثيرة على مدار الاثنتى عشرة ساعة ليلا حتى تولد من جديد فى الصباح
على مر الزمان وبدءا من حقبة الاسرة 21 نجد المعبود جب يرسم مطويا على نفسه من غير الواضح لدينا سبب هذا الاختيار لكن يبدو ان هذا الاختيار كان مرتبط بواجبات وألقاب خاصة للمعبود ففى نقوش معبد كوم أمبو يدعى (جب المحيط ) وذلك طبقا لمفهوم ظهر فى نهاية عصر الدولة الحديثة : أن المعبود جب يحيط بالأرض وبالتالى تم افتراض تخيل المصريين الأرض على أنها مساحة منبسطة ومستديرة .
كانت قوة الدلالة لهذا النوع من التصوير , والمرتبطة مع مفهوم بعث الشمس , والذى يشارك فيه أى متوف وليس فقط الملك , كانت السبب فى تصوير المعبودة نوت فى بطن التوابيت , خاصة فى غرفة الدفن فى مقبرة الملك
الجزء الاخير من كل مقبرة هو تمثيل ثلاثى الأبعاد لما هو مذكور فى نصوص الأهرامات ” أيها الملك المتوفى , ان أمك نوت الممتدة فوقك تحميك من كل الشرور” تعويذة رقم 825
تصبح هذة الصورة دائما أكثر تفصيلا فى بعض الحالات نرى ادراج النجوم والديكانات التى كانت تستخدم لحساب عدد ساعات الليل , نشاهد فى حالات أخرى المعبودة نوت تحمل فى يدها وعاء التطهير , حيث تتثر من خلاله ماء البعث على المتوفى ليمنحه الحياة من جديد .
ويوجد فى معبد ابيدوس نص يرجع الى عصر سيتى الأول يصف أسطورة المعبودة نوت
” تسبح النجوم فى السماء وفى الدوات ليلا حينما تبزغ وتكون مرئية , وتسبح داخل المعبودة نوت اثناء النهار , حينما لا تبزغ ولا تكون مرئية , انهم يدخلون بعد المعبود (الشمس ) ويخرجون بعده , ثم يسترخون فى مكانهم حينما تكون جلالتها (الشمس ) مسترخية فى الافق الغربى , تدخل النجوم فم نوت من الغرب , لتشرق من جديد من الناحية الأخرى , كل يوم , فى الشرق , كما ولدوا أول مرة “