القمة الخليجية سراب
بقلم : محمد عبد المجيد خضر
القمة الخليجية سراب حيث أن من تابع سرعة التحضير لقمة دول مجلس التعاون الخليجي ، والقارئ لما وراء الحداث من مجريات الامور السياسيةوالاقتصادية والعسكرية ، والتحولات في موازين القوة في العالم سيكتشف ان ما حدث مجرد سراب ولَم يتحقق شئ ملموس بسبب التالي :
ان ترتيب هذا الاجتماع بالسرعة والعجلة التي تم بها ، يوحي بضغوط شديدة الزمت جميع المشاركين بالانصياع .
ان هذا التجمع الغريب الذي تم بحضور رمزي من معظم دول الخليج ومصر ومستوى التمثيل فيه ، لهو خير دليل على ان هذا الاجتماع لم يكن عادي ، فقط مصالحة مؤقتة تجريبية بين السعودية وقطر .
عدم حضور الرئيس السيسي لهذا الاجتماع رغم الدعوة الموجهة اليه ، واتخاذه قرار بعدم الحضور شخصيا لمدة اثنى عشر ساعة قبل انعقاد المؤتمر فقط ، جاء لاسباب عدة اهمها :
اولا : الاعلام والميديا ، فقد اعلنوا ان امير دويلة قطر لن يحضر بسبب دعوة السيسي للمؤتمر ، وهو مقدمة لدعاية قذرة ومهينة لقامة عالية لمثل الرئيس السيسي وقدره ومقامه .
ثانيا : كان وصول السيسي للرياض رغم عدم اقتناعه بنوايا قطر ، ولا بجديتها وان المؤتمر ما هو الا خطوة خبيثة للتخفيف عن قطر وفك الحصار حولها برا وبحرا وجوا ، من قبل السعودية فقط لاغير ، كان مقدرا له حملة اعلانية تافهة من الجانب القطري ، تبين ان امير قطر ذهب وهو غير مقتنع ، وغير راغب في المصالحة وإنه رفض مصافحة الرئيس السيسي ، وبعض بزاءات مما تعودنا عليه من الابواق المأجورة .
وتشتعل السوشيال ميديا ومذيعين السبوبة وشلة الانس المتلونون حسب الطلب !! محمد ناصر ومعتز مطر وزوبع وكل الازيال القذرة والاشاعات ، وخلافه لان الموضوع شو اعلامي لا أكثر .
ثم ان وصول جو بايدن للرئاسة يغير كل المواقف وهو سبب الضغط الامريكي ، لتيسير الامور على كاشير المصايب ، تميم بن حمد أمير قطر ، وحتى لا تكون هناك عقبات في تحركات الجيش الامريكي في المنطقة ، لتنفيذ خطط الحزب الديمقراطي ونواياه السيئة في الشرق الاوسط .
إذا فهذا المؤتمر بدون تمثيل من مصر والامارات وعمان والبحرين بزعمائها ، يجعل هذه القمة الخليجية مفرغة من هدفها المعلن ، ولَم يحالفها النجاح المرجو .
فقط ذهب تميم بن حمد وصافح محمد بن سلمان وتباوسوا وفتحت السعودية حدودها مع قطر وفتحت المجال الجوي فقط لا غير .
وننتظر في المستقبل القريب مواقف قطر والتزامها مع الدول الاربعة من عدمه ، وما اذا كانت صادقة في تعهداتها ام لا .
ونستطيع ان نجزم بان شيئا لن يتغير ، لان القطريين يعتبرون ان قيمتهم في دعم الارهاب ليذيع صيتهم ويشتهروا كدولة مؤثرة ، وايضا هم لا يملكون قرارهم فقط تأتي الاوامر ادفع هنا أو هناك ولا يستطيعون الرفض .