القيم بين الحاضر والماضي
بقلم : مصطفى جمعة
القيم بين الحاضر والماضي
إن القيم ثوابت نابعة من احكام الديانات السماوية ولاتتغير مهما تغيرت المظاهر الاجتماعية .. ونحكم عليها دون التغير معها حتى ولو رآنا الآخرون متاخرين ومتخلفين لأن أصول التربية الصحيحة افتقدناها فجنحت سفينة المجتمع وابتعدت عن احكام الله الضابطة.
اما الأعمال الفنية التمثيلية كبعض الافلام القديمة او الجديدة رغم ان الرقابة كانت تحذف احيانا رقصة او قبلة او ما زاد عن ذلك فليست هي المقياس رغم سمو الهدف المنشود منها .. فما بالنا بالأفلام الجديدة وماتحويه ومايظهر فيها دون رقابة بادعاء الفن بالإضافة لمعاني و كلمات المهرجانات التي تشجع اكثر على كسر اي ضابط اخلاقي واجتماعي وديني .. وهذا طبعا يختلف تماما عن اغاني زمان التي كانت تقرب من العاطفة وتدعو للحب وكان البعض يعتبرها تجاوزا حقا ولكن سماعها لايهدف للخلاعة والبجاحة كمانسمع بكلمات المهرجانات وماتحويه من دعوة حتي للمخدرات وغيرها وهدم اي خلق قويم .
وهنا ننظر للرفض الواضح من معظم قاطني مدينة الإسكندرية بلد الفن الأصيل لإقامة حفلات لمن تخلفوا عن الفن الراقي وانحدروا به وبفكر وذوق شبابنا لانسحاق عميق امتد لكافة الاتجاهات الحياتية لدينا .
ولذلك فالمقياس من وجهة نظري المتواضعة هو مانشعره تجاه مظاهر الخلاعة والانحلال .. ولا يقيم ذلك سوى مانشأنا عليه من ضوابط إنسانية نابعة من الديانات السماوية التي اقرها الله تعالى لحماية النفس والمجتمع مما نراه في عصرنا من تسيب وانحدار خلقي وصل بشبابنا للتمرد على الاهل بل واباحة العلاقات وانتشار الزواج العرفي دون معرفة الاهل طبعا بل والتمرد على اي ضابط ديني او اخلاقي .
أؤكد ان الدفاع عن القيم ليس تقوقعا في الماضي او تخلفا عن موكب التطور والتحضر .. ولكن اي تطور واي تحضر ؟!
لذلك يجب ان نميز مابين الصالح و الطالح حفاظا على البقية الباقية . ولقد راينا جميعا العجب العجاب من اخلاق شبابنا .. وهذا التدهور وليس التحضر من وجهة نظري ومواقفهم مع اهليهم قبل باقي المجتمع من عدم احترام بل تمرد وماهو اسوا بكثير جدا .
وللأسف الشديد هذا نناج ماوصلنا إليه وابشع . ولن اذكر اثار بعض الافلام التي علمت الشباب البلطجة والبجاحة بل والقتل بدم بارد حتى لمن انجبوهم . ومعروف بالطبع ابطالها ومنتجوها وهدفها التدميري على المجتمع بأكمله بما نراه حولنا … وإلام تدعو للقضاء على كل شىء .
لذلك وجب التصدي لكل الأمواج العاصفة التي تهدف لغرق سفينة المجتمع المتأرجحة بأيدي أبنائه المنجرفين وراء من يتربص بهم وبنا لنشر الرذيلة وتجميلها في عيونهم وعقولهم .
ولن يتم ذلك إلا بكشف ورفض بل محاربة هذا المخطط واصحابه وأدواته .. وعودة دور الاسرة الحقيقي في التربية منذ الصغر .. واستعادة دور وزارة التربية قبل التعليم وعودة هيبتها لتقوم بدورها المنوط بها على أكمل وجه . . وتصويب دور الفن الحقيقي ليعود إلى رشده برفض اللا فن الهابط المتربص بشبابنا ومستقبل وطننا وأبنائه .
هنا فقط يمكن القضاء على هذا المخطط المقنع بقناع التحضر والتمدن لهدم وطننا و قيم مجتمعنا الشرقي الأصيلة .