كتبت: ساميه بلال
المحمل هو الموكب الذي كان يخرج من مصر كل عام حاملاً كسوة الكعبة، وظل هذا المحمل يخرج منها منذ عهد شجر الدر و المماليك حتى بداية منتصف الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي.
يعتبر أول كسوة للكعبة تنسج في مصر كان في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث كان يوصي بكِسوة الكعبة بالقماش المصري المعروف بالقباطي الذي اشتهرت الفيوم بتصنيعه. والقباطي نسبة إلى قبط مصر، وكان المصريون ماهرين في نسج أفضل وأفخر أنواع الثياب والأقمشة.
كان المحمل يطوف الشوارع قبل الخروج إلى الحجاز، وكان يصاحب طوافه العديد من الاحتفاليات كتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول. وكان والي المنطقة التي يخرج منها المحمل أو نائب عنه يحضر هذا الحدث بنفسه أو يرسل من ينوب عنه.
موكب المحمل عبارة عن جمل يحمل المحمل يمر في شوارع القاهرة وتتبعه الجمال التي تحمل المياه وأمتعة الحجاج، ثم الجند المكلفون بحراسة الموكب حتى الحجاز وخلفهم رجال الطرق الصوفية الذين يدقون الطبل ويرفعون الرايات.
والمحمل نفسه هو عبارة عن هودج فارغ يُقال أنه كان هودج شجرة الدر أما الكِسوة نفسها فكانت تُوضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال.
يعود المحمل بالكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالكسوة الجديدة. تُقطع الكسوة القديمة إلى قِطع وتُوزع على النبلاء والأُمراء؛ وما زالت هذه القطع موجودة في متحف كسوة الكعبة وبعضها في قبور العائلة الملكية في مصر، حيث زينوا بها أضرحتهم كنوع من التبرك.






































































