=========
ينقلها لكم ناصف ناصف
دراسة تحليلية لقصيدتين للشاعرة القديرة/شريفة السيد. في الحب الإلهي، وحب الرسول-صلى الله عليه وسلم.
يقدمها الشاعر الناقد /سامي ناصف.
=========
يقول أرسطو: “إن الكلاسيكية اعتمدت في فلسفتها الفنية نظرية المحاكاة، وجعلها لكافة الفنون” فالرومانيون قد تمردوا على هذه الفلسفة ، وقالوا : “إن الأدب عامة والشعرخاصة ليس محاكاة للحياة والطبيعة ، بل خَلقا، وأداة الخَلق ليست العقلانية ولا الملاحظة المباشرة، بل الخيال المبتكر أو المؤلف بين العناصر المشتتة في الواقع الراهن أو في ذكريات الماضي، بل في إرهاصات المستقبل وآماله، بحيث تصبح هذه الرؤية الشعرية بمثابة تجربة بشرية صادقة”
والشوق الخلاب المبدع هو مناط الإعجاب عند الرومانتيّكِيّن.
وبما أن الشاعرة/شريفة السيد تمهر قرض الشعر العمودي ، وقد قال النقاد: إن القصيدة التقليدية تنطوي على شيء غير قليل من الإيتام، ففيها أولا شبه الحِكَمي والقيمي، ونحاول من خلال نصين للشاعرة /شريفة السيد، البحث عن زوايا جمالية كامنة خلف قصيدتيها التقليدتين إذ ننظر إلى نصوصها من خلالهما على أنهما جنس أدبي مميز .قد تطور عبر العصور الأدبية تطورا مذهلا .
ومن ملامح هذا التطور، ظهور قضية الوحدة العضوية،
وهذا على غير ما كانت تُزين به القصيدة العربية التقليدية، من خلال تعدد الموضوعات الذي يفقد في القصيدة أهم عنصر فاعل في مضمونها وهو ؛ الوحدة الفنية ، المتمثلة في وحدة الموضوع، ووحدة الجوي النفسي.
لقد نالت القصيدة العربية ذات الشكل العمودي اهتماما كبيرا من الشعراء والنقاد، لتتطور ويتحقق فيها مبدأ الوحدة الفنية.
والشاعرة /شريفة السيد نهجت هذا النهج وسلكت مسلكا موازيا لتطور النص العمودي. فلم تنجرف وراء التقليد الأعمى ، أو مجرد رص الأبيات مع الحفاظ على وحدة القافية ووحدة الوزن، وقد تسمح لقصيدتها أن يتنوع الرّوي لكسر الرتابة، وقد يتعدد الوزن الخليلي في القصيد الواحدة رغم احترافها الالتزام بعدد التفعيلات لأي بحر استدعته.. والقصيدة عندها مُوشاه بالشكل التقليدي البهي، والمضمون الذي يحمل عنصر الوحدة الموضوعية…
فالنصان يسيران على هذا الشكل، المتصالح مع رأي النقاد ورأي أصحاب المدارس القديمة والحديثة ….
فشريفة السيد جمعت بين عبق التراث وجمالياته، ووهج الحداثة بأيدلوجياتها.
فنحن أمام قصيدتين تذوبان في أنهار الحب الإلهي، وتسبحان في عشق النبي محمد.
فالشاعرة اثبتت مهارتها في السبح في هذا النوع؛ حيث أفردت له دواوين لتشبع ظمأها من معين لا ينضب نبعه، ولكي تعزف على وتر التيار الوجداني الذي يحمل تجربة ذاتية تخرج إلى العامة.
ونلمس ذلك في قصيدة (يارب في قلبي إليك محبة) .
وكذلك قصيدة (في حب الرسول ) فالقصيدتان، نُحتتا من معين واحد ، مع الاختلاف في التوظيف والمعالجة لكل قصيدة، ما بين النزعة الأسلوبية، والنزعة البيانية، وابتكار صور شعرية ولم تنس العزف على وتر الصدق الشعوري، من خلال صدق التجربة، التي جمعت لها معاييرها، ومن خلال ذلك استدعت المفردات، والتراكيب، والصور، المعبرة الموحية .
فتنوع حرف الروي في القصيدتين قصدا منها لكسر الرتابة والخروج بالنص عن ساحة الإملال. وبدت النزعة القصدية بالنصين.
………………
ومفهوم النزعة القصدية
=================
أننا لا نستطيع أن نفصل بين كاتب النص ومنتجه الأدبي ، فهما صنوان. فنرى الشاعرة شريفة السيد وقد حققت النزعة القصدية من خلال كتابة القصائد الدينية، بشكل مختلف يشف عن انصهارها وقت الكتابة بحالة عشق الحب الإلهي ، وتحققه أيضا في حب الرسول -صلى الله عليه وسلم – وإلباس المفردات، والتراكيب حلة من جماليات وهج التجربة، وكأنها تتحدث عن علاقة ذكية بينها وبين خالقها،، وتبدو وكأنها قد تدربت على هذا الحب من خلال، عشقها لرسول الله صلى الله عليه وسلم… فقصدت ذلك قصدا.
ففي قصيدة (يارب في قلبي إليك محبة) قدمت برهانا ودليلا، عبر براعة الاستهلال، في أن حبها لله ليس كحب العالمين، بل علا عنهم وارتفع حجمه، وهي لا تكتفي بذلك بل تطلب المزيد، وكأنها في حالة معراج إلى مدارج الحب الإلهي قائلة :
يارب في قلبي إليك محبة ..
فاقت جميع العالمين محبتي.
زدني إله الكون منها واهدني ..
فمحبة الرحمن تشفي علتي .
.
ولنرى عبق ذلكم الحب يطفو على جدار قصيدة (في حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قائلة :
سيأتيني رسول الله ليلا ..
يرش النور في كل الشعاب ..
يضيء الكون من حولي فأصحو ..
على عطر تعلق في ثيابي ..
وموسيقى تداعب صمت قلبي ..
فيعزفني النهار على الرباب.
…
فهي الواثقة من حب الرسول لدرجة أنها تقول:
سيأتيني رسول الله .
ولم تقل أتاني، ولكنها استعملت الحدث المضارعي ليمنحنا مفهوم التجدد والاستمرار لزيارات النبي لها
.
ولكنها لم تنس أن تعزف لنا على وتر النّفس اللوامة التي أقسم الله بها قائلة :
يارب تنفرط اليالي من يدي ..
فارحم إله العالمين نحيبي.
كم أرهقتني في الحياة مصائب
دأبت على صفعي على تقليبي.
فاستعملت المجاز في الليالي إشارة عن العمر، واستعملت أرهقتني المصائب إشارة إلى كثرتها ومعاناتها من الصفع والتقليب على أوجه مختلفة في الحياة مرهقة لها.
.
وفي قصيدة (في حب الرسول ) تمزج ذلكم الحب الإلهي بسبوحات حب للرسول قائلة :
تبكي عيوني حين أنطق اسمه..
ويميل قلبي راهبا يتعبد .
وتظل أحرفه الكريمة في فمي ..
نورا يبدد ظلمتي يتجدد.
فلم تنس الشاعرة أن تُعَرِّج على سحر البيان وإعجاز كلامه المتمثل في القرآن الكريم لتكشف لنا عن مدى دهشتها بكلام نزل على قلب الرسول صلى الله عليه وسلم .
فتقول أيضا في قصيدة ( حب الله ..):
قرآنك اللهم خير مقرب ..
وشراب وصلك زدت إليه محبتي .
ثم تقتبس من القرآن الكريم جلال الإسراء لتسطره بلغة رشيقة عذبة قائلة :
ياليلة الإسراء قولي أفصحي ..
للمسجد الأقصى سرى بل أكرما .
في المنتهى خطوات جبريل انثنت..
ودعا محمدنا لأن يتقدما…
….
وهكذا تذوب الشاعرة /شريفة السيد في حب الله، وحب الرسول، ذوبانا واضحا لا خلاف عليه.
وقد أتقنت بمهارة ما رسمه السابقون في الشعر الصوفي والعشق الإلهي على نهج (ابن عربي ، وابن الفارض ، والبوصيري ).
.
فالشاعرة شريفة السيد : تمتلك من المعجم اللغوي ما يسعفها لتشبع رغبات تجربتها وما يلائمها من مفردات وتراكيب، كما أنها تمتلك خيالا حدّ السماء لا يمكن إنكاره.
استطاعت أن تمهر توظيف هذا الخيال لكي يسمح لها بأن ينزّ عليها بماتع الصور الموسومة بالابتكارية ّ.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تقول مباسرة لله تعالى طامعة في كرم عفوه:
ولتسقني من فيض عفوك إنني
بمدام غيرك لم أكن مخمورا.
وتقول له أيضا جل في علاه:
فمددت لي كأس الغرام تكرما ..
فاهتز جسمي كاشفا لخشوعي .
وكذلك في قولها: في حبها لرسول-صلى الله عليه وسلم-:
وأصير عصفورا طليقا في السما ..
وتروقني نجواه فهو محمد .
عجبا لهاتيك الحروف تضاءلت ..
حجما أمامك يا محمد تشهد .
…
اللغة الانزياحية ..
============
لقد دأبت الشاعرة على الخروج عن المألوف وأن تُحدث لنا انزياحا لغويا وتركيبيا، عبر الصورة البيانية، ونستطيع ان نشاهد ذلك بجدارة.
إن الشاعرة /شريفة السيد تغرف من عبق التراث ما يظهر لنا اعتزازها بلغتها وتراثها وتأثيرها به، وعدم انفصالها عن المعاصرة والحداثة فذابت في عبقها، من خلال صدق التجربة، وظهور شخصية الشاعرة، وتحقيق الوحدة الفنية، والتجديد في الشكل من خلال تعدد الروِيِّ وتنوّع البحور في القصيدة الواحدة .
لكن القصيدتين: لم تكتبا في نفس واحد بل اعتقد أنهما كُتبتا على مراحل متفاوتة، أدى ذلك، إلى ظهور مناطق توصف بالقوة، ومقاطع تُوسم بالمباشرة فضعُف وهجُها.
ففي القصيدة التي تناجي ربها فيها تجليات صوفية رائقة وأخرى سدّ خانة.
وقصيدة الرسول كذلك فيها مناطق خطابية، كمخاطبة القرشيين كان خطابا تقريريا، بعيدا عن لغة الشعر -فبلغة نقاد الحداثة- إن القصيدة لديهم كالجسد لا نستطيع أن نستغني عن عضو ما من أعضائه، ولكن! في القصيدتين نستطيع أن نقدم مقطعا على مقطع ونحذف الآخر دون أن نستشعر بأثره وهذا يختلف مع مفهوم الشعر الحديث.
ولاحظت عبر وسائل الإعلام،ومن خلال الفيديوهات المنتشرة،وجدنا أن قصيدة الرسول-صلى الله عليه وسلم- تناقلها المغنون،وعلى مسارح الوطن العربي قام بتمثيلها أكثر الممثلين ثقافة،وهذا يدل على أثر النص في نفوس العامة قبل الخاصة،ويبدو هذا هو الذي دفعها إلى البسط واستعمال اللغة الخطابية وسيطرة النزعة الغنائية التي كانت سببا في جذب أهل الفن من مغنين،وممثلين بهذا الشكل اللافت.
إلا أن الشاعرة مجيدة حقا ولها قدم راسخة في دنيا الإبداع، وتمهر بشكل لافت قرض القصيدة العمودية المدعومة بوهج الحداثة.
.
دراسة قدمها لكم الشاعر الناقد /سامي ناصف.
وإليكم القصيدتان.
(1)
يـا ربُّ في قلبي إليـكَ محبةٌ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ-
يـا ربُّ في قلبي إليـكَ محبةٌ ..
فـاقتْ جميعَ العالمين محبتَّي
زِدني إلـهَ الكونِ منها واهدني..
فمحبةُ الرَّحمنِ تَشفي عِلَّتي
سُبحانَكَ اللَّهُمَّ فارحمْ مَنْ أتى ..
يرجوكَ في أدبٍ تَقبُّلَ توبتي
ب-
أتيتُـكَ يـا إلهَ الكونِ حَبْوًا…..
ولُقيـا مَنْ أُحبُ اليومَ عيدُ
كـأني إذْ أتيتُـكَ ؛ لا ذُنوبٌ
تُكبِّلني… ولا ذنبٌ وحيدُ
وذا أمـلي ، فيـا ربِّي أجرني …
فإني قادمٌ ، ورِعٌ ، سعيدُ
جـ-
يـاربُ أنتَ لكَ الـوجودُ بسرِّهِ ،
وإليكَ أرجعُ خَاضعاً بمذلـتي
سمَّيـتَ نفسَـكَ بالرحيم وما لنا.
إلاَّكَ في الدنيا عظيمُ الرحمـةِ
ووصفتَ نفسَـكَ بالغفورِ تكرُّماً
فاغفرْ إلهَ الكونِ سابقَ زَلَّـتي
د-
ربِّـى وليس لنـا سـواك يُنيرُنا ..
بجلالهِ تُجْلَى نُـهىً وبصائرُ
وحجبتَ ذاتَكَ عنْ عيوني والورى
وتواضعَ النظر ُالذى هو ناظرُ
فعجزتُ أعرِفُ كُنْهَ ذَاتِكَ في العُلا
زِيـدتْ عليَّ طلاسِمٌ وسَتائرُ
هـ –
قُـرآنُكَ اللَّهُـمَّ خَيرُ مُقرِّبٍ
وشرابُ وصْلِكَ زِدْ إليهِ مَحبَّتي
كـمْ كُنْتُ في بُعْدٍ أَذوقُ مَغبَّة
والآنَ ذُقْتُ جَمالَ ذُلِّي، رَهْبَتي
وبـِرَغبتى أَحْبَبْتُ قُرْبَكَ لائذاً..
قـد تُبْتُ فاقبلْ يـا إلهي توبتي
و-
يا ربُّ زِدْني مِن رحابِكَ نَفحة ً..
أسْبِـغْ عَليَّ حَنَانَكَ الموفورا
أنعِمْ عَلى أهْلي عَطايا فَضلِكُم ْ
وسِّـعْ وعُدْ بي عِندكمْ مستورا
وَلْتَسْقِني مِنْ فَيضِ عَفْوِكَ
إنني بمُدامِ غَيرِكَ لمْ أكنْ مخمورا
ز-
يا ربُّ تَنفرِطُ الليالي مِنْ يَدي ..
فارحَـمْ إلـهَ العَـالمينَ نحيبي
كمْ أَرْهَقَتْني في الحياةِ مَصائِبٌ
دَأَبَتْ عَلى صَفْعِي على تقْليبي
فاقبلْ صَلاتِي وارضَ عني واحْمِني ،
فلأَنتَ يا أصلَ الوجودِ حَسيبي
ح-
ربِّـى وحَسْبِى أنَّ قلبي ظامئ لِلِقَـاكَ
فـارحَـمْ مُخطئاً قدْ آبا
شُغَلِتْ عُيُوني عَنْكَ قَبْلَ هِدايتي
لكنَّ قلبي في هَـواكَ أَصَابـا
قد صار باسْمِكَ يا إلهي ناسِكاً..
تِبْـراً عَلى كُـلِّ القُلوبِ مُذَابا
ط-
النَّاسُ في شَرفِ الهِدايةِ فضَّلَتْ
كشـفَ الولوجِ بِذَوْبها كشموعِ
لكنَّـني فَضَّلْتُ وَسْطَ جَلالِكم
كَتْـمَ الهوى في مُهجتي وضُلوعي
فمدَدْتَ لي كأسَ الغَرام تكرُّما
فاهتـزَّ جِسْمي كـاشفاً لخشوعي
ى ــ
يا عالمَ الأسرار جُدْ وارفق بنا ،
أيظل سِـرُّكَ للوجود خفيِّا ؟
إن كنتُ قد أخطأتُ في سؤلِ هنا،
فارحم ضعيفا ما أتاك عفيِّا
لك ما تري من حكمة لكنني ،
عن سِرِّ وصلك كم أكون حفيا
ك ــ
وإذا كتمـتُ صبـابتي ومحبتي
لتكلَّمـتْ عَيْنَاى، سَيْلُ دُموعي
وإذا كتمتُ أمامَ سِرِّكَ رَغْبتي
سَتَقولُ عني سَجْدتي وركوعي
وإذا كتمتُ أمامَ عَرْشِكَ جَذْبتي ،
فـأدِلَّتى بِتَـذَلُّـلي وخضـوعي
شعر شريفة السيد.
…………………….
(2)
القصيدة الثانية…:
.
في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
شعر : شريفة السيد
………
نـُورٌ أَضاءَ بَصِيَرتي فَأضاءَني =
لمَّـا تَـذَكرَتُ الحَبيبَ مُحَمَّدَا
وكَأنَّما سَطَعَتْ شُمُوسٌ في دَمِي =
وكأنَّمــا قَمَرُ السَمَاءِ تَعَدَّدا
فَبِـذِكرهِ يحلـو الوجُودُ فَنرتَقي =
يا حظَّ مَنْ باسمِ الحَبيبِ تَزوَّدا
!!!
هُـوَ بالرِّسَالـةِ والهدَايةِ قَدْ أتى =
شَرُفَتْ بِه الدُنيا وكَانَ مُكَمَّلا
مِـنْ بَعْـدِ شّقِّ الصَّدْرِ وُجِّهَ قَلبُهُ =
للغَـارِ ، مُعتَكِفَاً غَدا مُتَأمِّلا
حَتى بَـدا جِبريـلُ قَالَ اقرأ وقُلْ =
فَكأنّـَهُ في العِلـمِ كَانَ الأوَّلا
!!!
عَـرَفَتْ قُريشٌ أنَّهُ قَمَرُ الدُجَى =
وَقَرينُ صِـدقِ القَولِ تِلكَ صِفَاتُه
في النَّاسِ كانَ رَشيدَ حِسٍّ باسماً =
كالأُقْحُـوانِ تألَّقَتْ وَجَنَـاتُـهُ
وَضَميرُهُ الحيُّ اِنَبرى يَسمُو بِهم =
لو تَبخَلِ الدُنيـا تَـزِيدُ هِباتُـهُ
!!!
صَلَّى عَليهِ اللهُ، والرُسلُ، الملائِكُ =
في العُـلا وَصَلاتُهُ سَعدٌ وَوَعْدْ
صَلَّى عَليهِ اللهُ والأُمَمُ التي =
جَاءتْ وَرَاحَـتْ والتي لـمْ تَأتِ بَعدْ
صَلَّـى عَليـهِ الطَّيرُ والأشجَارُ =
والوديانُ والأنهَارُ في قُرْبٍ وَبُعْدْ
!!!
يا لِيلَةَ الإسرَاءِ قُولي أَفصِحي =
للمَسجِدِ الأقصَى سَرى بَلْ أُكْرِما
بمَدَارجِ الفََـلَـَكِ العَلِيّـَةِ بَعدَمَـا =
بالمُرسَلينَ جَميعِهِمْ صَلَّى، سَـما
في المنُتهى خُطُواتُ جِبرِيلِ انثَنَتْ =
ودَعَـا مُحَمَّـدَنَا لأنْ يَتَقَـدَّما
!!!
سَبعُـونَ أَلفَـاً مِنْ حِجَابٍ أُخرِقَتْ =
لمُحَمّـَدٍ ، مِـنْ بَعدِ صَمتٍ غَلَّفَا
قَـد هَـمَّ يَخلَـعُ نَعلَـهُ لَكِنْ بَدَا =
نـُورٌ عَلى نُـورٍ عَلى نُورٍ طَفا
نَـادَاهُ رَبُّ العَـاَلميــنَ مُؤكِـداً =
أَنْ يَـا مُحَمَّدُ أَنتَ أَنتَ المُصطفى
!!!
وَلتَشهدي يَـا لَيْلَةً هَجَرَ الرَّسُولُ =
بـِلادَهُ فِيـها بِأَمْـرِ اللهِ لَــهْ
هَلْ عَشَّشَتْ تِلكَ الحَمَائِمُ صُدْفَةً =
والعَنكَبـوتُ بِخَيْطِـهِ قَد ظَلَّلَهْ
واللهِ لا .. فالعَنكَبـوتُ يُحِبّـُهُ =
والطَّيـرُ أَيضـاً أمـرُ رَبى أَرسَلهْ
!!!
كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُبُ عَلى المَدَى =
قُلْتُ الإله الوَاحِد الفَرد الصَمَـدْ
كَمْ سَاءَلوني مَنْ تحُـبُّ لأجلِـهِ =
قُلتُ المكَمَّل في الصِفَاتِ المُعْتَمَـدْ
لَـو سَاءَلـوني عَنْ مَحَبَّةِ آلِـهِ =
سَأَقُولُ هُمْ في القَلبِ عِشقٌ لا يُرَدْ
!!!
تَبكِى عُيوني حِينَ أنْطِقُ اسمَهُ =
. وَيَميــلُ قلبي رَاهِباً يَتَعبَّدُ
وتَظلُّ أَحْرُفُهُ الكَريمَةُ في فَمـي =
نُـوراً يُبَـدِّدُ ظُلمَتي يَتَجدَّدُ
وأَطيرُ عُصْفُوراً طَليقاً في السَمـا=
وتَروقُني نَجواه فَهْوَ مُحَمَّدُ
!!!
أنا ما أَتيتُكَ يا حَبيبـي مَادحـًا =
يَكفِيـكَ مَدحُ اللهِ والتَمجِيدُ
فَصِفَاتُ خَلقِكَ في الكِتَابِ كَثيرَةٌ =
لَيسـتْ لهـا حَدٌ ولا تَحديدُ
أنا هَائمٌ في نُورِ حُبِّـكَ ذَائِـبٌ =
فَأَظـلُّ أَبكـى والغَرَامُ يَزِيدُ
!!!
عَجَباً لهاتِيكَ الحُرُوفِ تَضَاءَلتْ =
حَجَمًا أَمَامَكَ يا مُحَمَّدُ تَشهَدُ
عَرَفَتْ مَقَامَكَ يا حَبيبي فانبَرتْ =
تُوفِيكَ حَقَّكَ ، تَحتَفي وتُؤيِّدُ
طَـارتْ لِكُلِّ العَالمينَ تُزيدُهُمْ =
فَـرَحَاً بِنُورِ اسمِ النَّبي تُمَجِّدُ
!!!
كُنْ يا حَبيبي لـي شَفِيعاً عِندَما =
تَفنى الحياةُ ويَنتَهي التَشييدُ
لَكَ يا ابنَ عَبْد اللهِ فيَّ حَلاوةٌ =
فـالقَلبُ يَنطِقُ واللِّسانُ يُعِيدُ
فَأذَنْ لَنَا أَنْ نَـذْكُرََ اسمَكَ دَائِماً =
فَبِنـورِ ذِكرِكَ يَعذُبُ التَرديد
شعر / شريفة السيد
