النهاية الحلقة 1
بقلم عبير مدين
(توتة توتة خلصت الحدوته) راحت نغم في نوم عميق فيما نظرت لها مريم بحنان وهي تمسح على شعرها الأسود القصير وتتأمل ملامحها الجميلة لم ترث من والدها او لنقل من جدها إلا عينيه السوداء … عينيه أي سحر في هذه العين التي سلبت منها إرادتها منذ عرفته في هذا اليوم أوائل الصيف منذ عشر سنوات حين وقعت عينها صدفة على إعلان بإحدى المجلات عن مستشفى استثماري يطلب ممرضات حيث كانت للتو حاصلة على بكالوريوس التمريض الجميل أن هناك إقامة داخليه فهذا مناسب لها حيث تبعد المستشفى عن مدينتها مئات الكيلو مترات
أمسكت هاتفها واتصلت بالرقم الموجود بالإعلان وتم تحديد موعد المقابلة الشخصية بعد أسبوع قالت في نفسها وهي سعيدة أعتقد أنه وقت كافي لتحضير كافة الأوراق المطلوبة للوظظيفة بعد أسبوع ودعت والديها واشقائها وركبت القطار ، نظرت من النافذة و لوحت بيدها وهي مبتسمة لم تكن تعلم أن القطار الذي أخذ يخترق طريقه وسط الضباب الشديد يحملها للمجهول وأن العودة شبه مستحيل .
هناك في تلك الحجرة جلست وسط أكثر من عشرين بنت همسات خفيفة وابتسامات بحثت عن مقعد لتجلس لكن لا مكان لها همست في نفسها بداية غير مبشرة ثم وقفت جانب إحدى زوايا الحجرة التي تبدو فخمة لحد كبير وكأنها تحمل رسالة مفادها يجب أن تكوني على نفس هذا المستوى.
شعرت مريم بانقباض قلبها وكأن شيئا يدفعها أن تهرب، لكن قبل أن تتحرك من مكانها ظهرت سيدة تبدو في الأربعينات من عمرها عند الباب ابتسمت في وجه الموجودين ثم قالت فورا يبدأ اختيار سعيدات الحظ بالعمل معنا ثم أغلقت الباب ساد الصمت المكان فيما ازداد خفقان قلب مريم التي كانت تشعر بقلق شديد ورهبة جعلتها تبدو مرتبكة فجعلت تداعب تلك الحلقة الموجودة بيد حقيبتها لتفرغ فيها شيء من توترها فيما أبتسم هذا الرجل الجالس خلف كاميرا مراقبة تلك الحجرة بخبث وقال لتلك السيدة التي اغلقت قبل قليل باب الحجرة على الفتيات وهو يشير إليهن الاختيار يبدو محير ! ثم أشار لها أن تبدأ بنداء أول إسم الذي هبت صاحبته واقفة عند سماعه من جهاز النداء الآلي في الوقت الذي فتح باب آخر في الحجرة لم يلحظ وجوده أحد بطريقة إليكترونية لتدخل منه الفتاة.
استغرقت مدة المقابلة حوالي ربع ساعة قبل أن يعلن جهاز النداء الآلي عن الإسم التالي لتدخل صاحبته فيما لم تخرج صاحبة الإسم الأول ولا من بعدها فشك الجميع أن هناك باب آخر تخرج منه المتسابقات
مر وقت طويل حتى بقيت مريم بمفردها في الحجرة في انتظار سماع إسمها كان القلق قد عصف بكل كيانها ومازال دافع الهروب يمتلكها، فقررت تجيب عن أي سؤال بإجابة خطأ حتى ترسب.
وما أن أعلن جهاز النداء الآلي عن إسمها حتى خفق قلبها بشدة حاولت أن تتماسك وتمشي بخطوات ثابتة وتساءلت في نفسها هل مرت الأخريات بنفس حالتها ؟
ما إن دخلت حتى أغلق الباب خلفها تلقائيا كان لا أثر للفتيات في الغرفة فتأكدت أن هناك باب آخر حاولت أن تدور بعينها في المكان بحثا عنه لكن نظرات الرجل المثبته على عينها جعلتها تتسمر وكأن تفكيرها أصابه الشلل!