الهوى والنفس
كتبت: فاطمة عبد العزيز محمد
إن نفسك التي بين جنبيك هي عدوك الأول، لأن النفس كما قال الله تبارك وتعالى على لسان امرأة العزيز: ((وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي))[يوسف:53]، والنفس البشرية لو أن الإنسان أطاعها لقادته إلى كل قبيح ومكروه.
فهي النفس التي تحث وتحض على فعل السـوء، وتزينـه في عين صاحبــها حتى يظن أن فيه سعـادته الحقيقية وما يعلم أن فيه شقاؤه.
وقد قال ابن تيمية- أحد ثلاثة يستعاذ منها وهي: “النفس (الأمارة)، وشياطين الجن، وشياطين الإنسان”، وروي عن ابن جريج في تفسير قوله -تعالى-: (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)، قال: “هما وسواسان، فوسواس من الجنة وهو الخنّاس، ووسواس من نفس الإنسان”.
فلا تركن إلى نفسك أبداً وجاهد نفسك حتى تستقيم، حيث إن مجاهدة النفس الأمارة بالسوء والحرص على استقامتها وعودتها إلى بارئها من أوجب الأعمال التي ينبغي على العبد الحرص عليها وبذل الجهد فيها.