الوعى الجمعى : لا تنخدعوا بتصريحات ماكرون أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين
أ.د. محمد علاء الدين عبد القادر
احد 27 يوليو 2025
عجبا للزمان عجبا !!!
لماذا لا يعترف السيد ماكرون الأن اليوم قبل الغد “بدولة فلسطين المستقلة ” ؟
إذا كان صادقا بتصريحاته المتكرره قولا حتى الآن دون الفعل ؟؟؟
وحتى لا نعلق الآمال
وجب عدم الإنسياق وراء أى من هذه التصريحات من صعبانيات جبر الخواطر ومن الزخم الإعلامى المرافق لها ومن العواطف البلهاء الجياشة لمثل تصريحات ماكرون أو غيره
الرئيس ماكرونى المتواضع اللطيف الظريف المتذاكى يعلن عن ذلك الأمر منذ عدة شهور مضت بعد زيارته التاريخية لخان الخليلى بمصر وكرم ضيافته وترحيب القيادة السياسية به فيما لم يخطر على باله
كان من الأولى أن يساند وأن يجبر بخاطر دولة لبنان حليفه التاريخى فى موقفها من الاعتداءات الإسرائيلية على أرض لبنان واحتلالها الجنوب اللبنانى ورفضها الإنسحاب منه بحجج واهية دأبت على ممارساتها
والسؤال المنطقى :
– هل اعتراف السيد ماكرون بدولة فلسطين كما ينوى .. وأن الله أعلم بالنيات .. هل ذلك سوف يقدم أو يؤخر فيما هو حادث ؟
– هل ذلك سوف يغير من المعادلة وأن يصبح الحلم حقيقة ويتم قيام دولة فلسطينية مستقلة على أرض الواقع ؟
– أم أن الأمر فى رمته ليس إلا تحصيل حاصل مع بقاء الوضع على ما هو عليه .. ولا عزاء لأصحاب القلوب الطيبة .. وأصحاب النوايا الحسنة
– أم أن الأمر لا يتعدى أنه مجرد مناورة لها غاياتها وأهدافها المعلنة والمبطنة ؟
فهناك جبهة الدول الرافضة والصهيوأمريكا المساندة لدولة الكيان الجاهزة على التصويت بالضد فى أى تجمع دولى
وهناك الفيتو الأمريكى الجاهز الذى يضحض أى مبادرة عبر عقود مضت وحتى تاريخنا المعاصر
فلا تعلقوا الأمال وأن تقيموا الأفراح والليال الملاح لمجرد تصريح ماكرونى عبر أبواق الإعلام لم يتحقق حتى الأن
فلماذا ينتظر السيد ماكرون حتى تاريخة منذ شهور مضت فيما يدعيه لكى يعلن رسميا عن قراراة الشجاع هذا .. أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين ..
و تأجيل قراره الرسمى هذا منذ شهور مضت منذ زيارته التاريخية لمصر .. وسوف يطل علينا قريبا شهر أغسطس ثم سبتمبر و ما بعدهم ؟؟؟
هذا هو طبعهم وهذه طبيعتهم الغالبة من سيناريوهات للمناورة فى الوقت الحالى قد يكون لتحقيق مصالح ومكاسب ذاتية لفرنسا على حساب القضية الفلسطينية بمساومات وتوافقات ومهادنات مع كل من أمريكا ومع إسرائيل
وعند حصول فرنسا على مرادها وتحقيق أهدافها المبطنة فيما تبتغيه وتخطط له
بعدها من المتوقع أن يتراجع السيد ماكرون تدريجيا عن فكرة اعترافه بدولة فلسطينة مستقلة تحت زريعة أى حجه من الحجج الجاهزة له ولغيره عبر عقود من الزمان
وهذا هو حال فرنسا و حال غيرها من الدول التى تدور فى فلك أمريكا الداعم الرئيسى لدولة الكيان
كل ذلك هو جزء من مناوراتهم التى خبرها القاصى والدانى عبر تاريخهم
فلا تبهركم تصريحاتهم الفضفاضة دونما أى سند أو شاهد أو دليل محل التنفيذ على أرض الواقع سواء من فرنسا أو من أى من دول أوربا أو من غيرهم
الذين لا تستطيع أى دولة منهم معاداة أمريكا أو الإساءة لخاطر دولة الكيان
– دولة الكيان التى اعلنت حكومتها ورئيسها مرارا وتكرارا عدم اعترافها بدولة فلسطينية مستقلة
– دولة الكيان وبدعم أمريكى غربى التى حولت قطاع غزة حتى أن أصبح كومة أطلال من الدمار والرماد والركام وأن أصبح غير قابلا للحياة
– دولة الكيان مع قرارها الحديث بضم ” الضفة الغربية ” إليهم تحت مسمى “يهودا والسامرة “
كما وأن الرئيس الأمريكى السيد ترامب
– قد أعلن سابقا أن إسرائيل [ المسكينة .. يا حرام ] دولة صغيرة تعيش على مساحة شريط محدود رفيع جدا تحتاج [ أن تستحوذ على مساحة أكبر من الأرض ]
حتى أن تصبح دولة ذات مساحة كبيرة [ ذلك تحقيقا لمعتقاداتهم ]
– هذا مع دوام استخدام أمريكا حق الفيتو مرارا وتكرارا ضد محاولات الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة عبر عقود من الزمن وحتى تاريخنا المعاصر
فلا تعلقوا الأمال ولا تنخدعوا ولا تنساقوا وراء أى من التصريحات الفضفاصة سواء من السيد ماكرون رئيس دولة فرنسا الصديقة له كل الشكر والتقدير أو من أى من زعماء أوروبا أو من غيرهم وترديدها حيث أن الواقع عكس ذلك
وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة
وأن قطاع غزة والضفة الغربية حاليا يفتقدان معا تحقيقهم لقوة الواقع لاجبار المستعمر على الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة
وإن الغالبية من قادتهم ممن أصابتهم غشاوه قصر النظر عبر عقود مضت مع ضياع أول فرصة لمعاهدة سلام حقيقية للحصول على حقوق الشعب الفلسطينى ما بعد انتصار مصر فى حرب أكتوبر 1973
وتعزز الجانب الفلسطينى عن المشاركة والحضور لعرض مطالبه من الجانب الاسرائيلى المحتل لأرضه .. وتم ترك مقعدهم خال فى اجتماعات فندق ميناهاوس بالقاهرة
وما تبعها بعد ذلك بعقود باتفاقية أرسلوا بدولة النرويج التى جمعت ما بين ممثلى إسرائيل والجانب الفلسطينى بدعم أمريكى والتى أضحت حتى الأن سرابا حبرا على ورق
يتباكون الآن على اللبن المسكوب وعلى عظيم الفرص الضائعة لقيام دولة فلسطينية التى أصبحت تاريخا فيما مضى
والتى دخلت غرف الإنعاش والعناية المركزة عبر عقود من الزمان .. ومين يقول للزمان أرجع يا زمان
وأن الأمر يحتاج إلى معجزة ووحدة الصف العربى والوقوف على المبدأ لتحقيق المنشود وأنقاذ ما يمكن انقاذه من شتات لدولة فلسطينية قبل أن يتم طمسها نهائيا
منذ تبيعات أحداث مدمرة متسارعة منذ العام 2023 ما بعد أحداث السابع من أكتوبر وحتى تاريخه من العام 2025 دون توقف أو لين أو هوادة
مع العديد من الفرص الضائعة عبر عقود مضت
دولة الكيان تتمترس فى قطاع غزة وتقضمة قضمة قضمة وتتبع أسلوب الابادة الجماعية لسكانه وتجويعهم مع صمت المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة
يا لها من وصمة عار يدمى لها جببن الإنسانيه
وربما أن يتحقق الحلم مع بصيص من الأمل فى نهاية النفق فيما قد تخطط له دولة الكيان لقيام شبة دويله فلسطينية منزوعة السيادة على حدود جغرافية جديدة مصطنعة مغايرة عن طموحات قد لا تتسق مع حلم قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل ٥ يونيو 1967وعاصمتها القدس الشرقية
وربما أن لا يتحقق حتى هذا البصيص من شعاع الأمل فى نهاية هذا النفق المظلم على المدى القريب
حيث أن شواهد ومعطيات الواقع غير مبشرة وجميع الأمور تتسم بالضبابية وغير قادرة على استشراف ملامح المستقبل لدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة فى المنظور القريب
خاصة مع استمرار حالة التشرزم العربى ومن صفقات التطبيع الإبراهيمي والصفقات التجارية مع دولة الكيان ومن أحلام السيطرة على مسارات خطوط الإمدادات اللوجيستية العالمية ومزيد المزيد من التحكم والسيطرة والثراء فيما يطمحون إليه
وفيما قد يتوهمه المستعمر .. أو فيما أن يمنى به نفسه .. من أن يكون ذلك الأمر على حساب القضية الفلسطينية .. لكن خاب ظنهم .. وأن هذا ما لا يتمناه أحد
مع صمود الدولة المصرية أمام كافة التحديات بقيادتها الواعية الحكيمة الرشيدة وجيشها الوطنى حامى الحمى وصقور مصر رجال الظل وبدعم شعبى جارف ومواقفها المشرفة حفاظا على القضية الفلسطينية ومنع تهجير سكانها ومن تفريغ القطاع من سكانه
وحفاظا على الأمن القومى المصرى على كافة حدود الدولة واتجاهاتها الاستراتيجية
والدعوة فى كافة المحافل الدولية للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى وقيام دولته المستقلة على حدود ما قبل 5 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية
إن الوعى الجمعى قضية أمن قومى بامتياز
مع التعلم من دروس الماضى
وعدم الإنسياق أو بناء الأمال وتعليق الأوهام على تصريحات السيد ماكرون رئيس دولة فرنسا الصديقة أو من غيره
من أجل دغدغة المشاعر واللعب على أوتار الشعوب
والمعروف مصيرها مثل العديد من التصريحات لقيادات سابقة عبر عقود مضت وكان مصيرها إلى الهاوية إلى سلة المهملات كأنها لم تكن
فى زمن الغطرسة والبلطجة الدولية والكيل بمكيلين وغياب الضمير الانسانى العالمى وطمس للهوية الوطنية واستنزاف لثروات الدول
وشماعة حقوق الإنسان لدعم المستعمر المحتل على حساب أبناء الوطن
زمن ضاعت فيه وطمست كافة القيم الأخلاقية .. وسادت شريعة الغاب .. وأن البقاء للأقوى