باراك: اتفاقات سلام مع سوريا ولبنان باتت ضرورة إقليمية
ميرفت رضوان
في تطور لافت يعكس التحولات الجارية في المنطقة، صرّح المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، أن اتفاقات السلام بين إسرائيل من جهة، وسوريا ولبنان من جهة أخرى، باتت “ضرورة إقليمية” في ظل المستجدات السياسية والعسكرية بعد الصراع الإيراني – الإسرائيلي الأخير.
وفي مقابلة أجراها مع وكالة الأناضول، أشار باراك إلى أن هناك رغبة متنامية لدى القيادة السورية الجديدة في إنهاء حالة العداء التاريخي مع إسرائيل، قائلاً:
“الرئيس السوري أحمد الشرع عبّر عن استعداده للسلام، وصرّح بوضوح أنه لا يسعى إلى حرب، بل إلى استقرار دائم عند الحدود الجنوبية.”
وأوضح المبعوث الأميركي أن الإدارة السورية الانتقالية منفتحة على “محادثات أولية” مع تل أبيب، تبدأ بصيغة اتفاق عدم اعتداء، يليها ترسيم الحدود، معتبراً أن هذه الخطوات تُمثل حجر الأساس لأي اتفاق سلام مستقبلي شامل.
وأضاف باراك:
“نحن نعمل بهدوء على فتح قنوات تواصل غير مباشرة بين دمشق وتل أبيب، وهذه لحظة نادرة، يجب استثمارها قبل أن تُهدر.”
لبنان في السياق
ولم يغفل باراك الملف اللبناني، حيث أكد أن التوصل إلى سلام بين لبنان وإسرائيل سيكون نتيجة طبيعية لأي اختراق سياسي بين سوريا وإسرائيل، مشيراً إلى أن تنسيقاً بدأ بالفعل بين واشنطن وبيروت، عبر قنوات دبلوماسية غير معلنة.
وقال:
“هناك إشارات من بيروت تعكس تفهماً لحساسية المرحلة. إذا تمكنا من ترسيخ تفاهم سوري – إسرائيلي، فإن الطريق سيكون ممهداً أمام تفاهم لبناني – إسرائيلي أيضاً.”
دوافع التغيير
يرى مراقبون أن كلام باراك يعكس رغبة أميركية في استثمار التغييرات الميدانية والسياسية الأخيرة، خاصة مع تراجع النفوذ الإيراني في سوريا، وانكفاء “حزب الله” عن بعض الجبهات، وتشكّل تحالفات عربية جديدة داعمة للاستقرار الإقليمي.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المبعوث الأميركي يعمل على صياغة “ورقة تفاهم أولية” تتضمن:
وقف كل أشكال الأعمال العدائية.
فتح قنوات تواصل مباشرة.
مناقشة ملف الجولان بوساطة أميركية أو دولية.
تقديم حوافز اقتصادية لسوريا ولبنان مقابل التزام أمني طويل الأمد.
تحديات قائمة
مع ذلك، تبقى عقبات كبرى أمام هذه المساعي، في مقدمتها:
الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان، والتي تُعد قضية مركزية في الصراع السوري – الإسرائيلي.
رفض “حزب الله” المطلق لأي مفاوضات مع إسرائيل، ما يُعقّد الوضع في لبنان.
وجود معارضة داخلية في الدول الثلاث لأي شكل من أشكال التطبيع أو الاعتراف المتبادل.