بريطانيا تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة 14 عامًا
ميرفت رضوان
أعلنت المملكة المتحدة، يوم الجمعة 5 يوليو 2025، استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية، في خطوة تاريخية أنهت قطيعة دامت 14 عامًا منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011.
وجاء الإعلان متزامنًا مع زيارة غير مسبوقة لوزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى عددًا من كبار المسؤولين في الحكومة السورية الجديدة التي تشكلت بعد المرحلة الانتقالية الأخيرة، برئاسة أحمد الشراح، في إطار جهود التهدئة وإعادة البناء السياسي في البلاد.
وقال لامي في مؤتمر صحفي مشترك: “تأتي هذه الخطوة في إطار التزام بريطانيا بدعم مسار سياسي شامل، وتحقيق الاستقرار في سوريا، ومواجهة التحديات المشتركة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية”.
مساعدات ومبادرات تنموية
وأعلنت الخارجية البريطانية عن تخصيص 94.5 مليون جنيه استرليني كمساعدات إنسانية وتنموية لسوريا خلال العامين المقبلين، تشمل دعم التعليم، والرعاية الصحية، وتأهيل البنية التحتية الأساسية، خاصة في المناطق المتضررة من النزاع.
كما أشارت مصادر دبلوماسية بريطانية إلى تخفيف تدريجي لبعض العقوبات الاقتصادية، بما في ذلك تجميد الأصول لبعض المؤسسات المالية والطاقة، مع الإبقاء على العقوبات الموجهة ضد شخصيات متورطة بانتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب.
خلفية دبلوماسية
يُذكر أن العلاقات البريطانية السورية كانت قد انقطعت في عام 2011 إثر اندلاع الثورة السورية، وفرضت لندن حينها سلسلة من العقوبات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. لكن التحولات الأخيرة في البنية السياسية داخل سوريا، وتولي حكومة جديدة مقاليد الحكم بعد سنوات من الصراع، أسهمت في تغير الموقف الدولي، خاصة من قبل بعض الدول الأوروبية والعربية.
أبعاد إقليمية ودولية
التحرك البريطاني جاء في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية نحو الانفتاح على دمشق، في سياق رؤية إقليمية أوسع تهدف إلى إعادة دمج سوريا في محيطها العربي والدولي، واستثمار حالة التغيير السياسي لتحقيق الاستقرار طويل الأمد.
توقعات المرحلة المقبلة
من المتوقع أن تُفتح السفارة البريطانية في دمشق رسميًا خلال الأشهر المقبلة، مع تبادل البعثات الدبلوماسية، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات التعليم، والثقافة، والأمن، والتنمية الاقتصادية.