كتب: محمد السايس
في وقت الأزمات الاقتصادية وتقلبات السوق المفاجئة، يلجأ المستثمرون وبسرعة للاحتماء في أصول ثابتة أكثر أمانا وأقل تذبذبا. بالطبع أسواق التداول العالمية والبورصات تحقق للمضاربين الأكفاء أرباح أكبر في أوقات أقصر، لكن كل مكاسب أعلى أمامها مخاطرة أكبر.
تقول إيكاترينا ميكابادزه، نائبة وزيرة الاقتصاد في جورجيا: “جورجيا وجهة ناضجة للغاية في الاستثمار العقاري، والسوق ينتعش عام تلو الآخر خلال العقد الماضي، وفي فترة الإغلاق الكلي بسبب كورونا توقعنا أن يرتفع الطلب على الأراضي والعقارات؛ فهي الأصول الأكثر أماناً في الأزمات الاقتصادية. لكن ارتفاع الطلب كان اكبر من توقعاتنا ووصلت نسبة الزيادة في الطلب عن 18% مقارنة بنفس الفترة من عام 2019”.
جورجيا سوق عقاري جذب العديد من المستثمرين العرب، والمطورين العقاريين لدخوله بجرأة خلال الخمس سنوات الماضية، ساهم في ذلك أسعار العقارات المنافسة بشدة لتكون من أرخص العقارات في أوروبا بشكل عام، وبشرق أوروبا والقوقاز بشكل خاص.
ويقول نصار، مدير التسويق بشركة يورك تاورز للتطوير العقاري: “كان همنا الأكبر خلال فترة انتشار كورونا في جورجيا، هو الحفاظ على قاعدة عملائنا واستمرار العمل في مواقع البناء وفقا لتوصيات وزارة الصحة، لكن المؤشرات الإيجابية لمعدل انتشار الفيروس في جورجيا، على خلاف الدول المحيطة في القوقاز ودول أوروبا.. رفعت من تقييم الاستثمار في جورجيا بشكل عام كوجهة اقتصادية آمنة خلال الوباء، ويكفي تصنيف الاتحاد الأوروبي وبنك التنمية الآسيوي لجورجيا كواحدة من أسرع الاقتصادات القابلة للتعافي من آثار فيروس كورونا”.
فيما يضيف رئيس مجلس إدارة “يورك تاورز” السيد عمرو الأبوز: “حين بدأ الوباء في بر الصين، حدث ارتفاع غير مسبوق في الطلب على العقارات في شرق أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من مستثمرو العقارات الصينيون، وعندما ضرب الوباء الولايات المتحدة بالتوازي مع دول الخليج والشرق الأوسط، تسارعت وتيرة الطلب على العقارات في جورجيا من المستثمرين العرب وخصيصًا من دول الخليج العربي ومصر”.
واستطرد الأبوز قائلا: “من جانبنا في يورك تاورز، كان استمرارنا في تقديم أفضل الحلول العقارية لعملائنا، مع الحفاظ على معدل إنجاز العمل في مواقع البناء، حافزاً أكبر لجذب المزيد من الاستثمارات العربية لمشروعاتنا في جورجيا. حيث كانت سياستنا في تصميم جميع المشروعات العقارية صديقة البيئة، متماشية طوال الوقت مع توجه جورجيا العام للمشروعات الخضراء في إطار السعي لمجتمع حضري ذو أبعاد بيئية مستدامة”.
يُذكر أن جورجيا حافظت على معدلات انتشار ضئيلة للغاية، أقل بسبعة أضعاف معدل الانتشار العالمي للفيروس التاجي، مما جعلها من أوائل الدولة المصنفة بأنها “دول خضراء” من فيروس كورونا، وفقا لسياسة طبية شديدة الحذر اتبعتها الحكومة الجورجية منذ الأول من فبراير وقبل ظهور أول حالة إصابة، لتسجل حتى اليوم قرابة الـ 1000 إصابة فقط اتمت شفاء 85% منهم.

